أربيل – التآخي
أكّد مدير دائرة الآثار والتراث في حكومة إقليم كوردستان، محمد لشكر، أن 55% من المواقع الأثرية في الإقليم جرى التنقيب فيها منذ عام 2009.
مشيراً إلى أنه “لم يتم العمل في 45% المتبقية بسبب وقوعها ضمن مناطق حدودية أو غير مستقرة سياسياً، لاسيما المناطق الجبلية والمشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي”.
وقال لشكر ، لدينا 19 موقعاً أثرياً تم التنقيب فيها منذ عام 2009، من أصل مجمل المواقع المسجلة، والتي تبلغ أكثر من 6500 موقع، دون احتساب المنازل التراثية التي لا نملك عنها إحصاءات دقيقة حتى الآن.
وأشار إلى أن الإقليم يستقبل سنوياً ما بين 20 إلى 30 فريقاً أثرياً أجنبياً، تختلف أعدادهم من سنة لأخرى، لكن العدد لا يقل عن 20 فريقاً. وتنقسم هذه الفرق إلى نوعين: فرق دائمة تعمل في التنقيب منذ أكثر من 10 إلى 15 عاماً بموجب اتفاقيات مع المديرية العامة للآثار، سواء كانت فرقاً حكومية أو أكاديمية، بالإضافة إلى فرق جديدة، حيث لدينا هذا العام ثلاث اتفاقيات جديدة ستباشر عملها قريباً إلى جانب 20 اتفاقية قائمة.
وأوضح لشكر أن ثلاثة فرق بدأت العمل في محافظة السليمانية، وأربعة في أربيل، وسبعة في دهوك، إضافة إلى أربعة فرق جديدة، ليصل العدد الإجمالي إلى 18 فريقاً أثرياً أجنبياً يعملون حالياً في الإقليم>
لافتاً إلى أن معظم هذه الفرق تصل إلى كوردستان خلال فصل الصيف، حيث تتزامن أعمال التنقيب مع عطلة الجامعات، وتمتد إقامتهم عادة إلى شهرين أو ثلاثة.
وفيما يخص التعاون مع الحكومة الاتحادية، قال لشكر: لا يوجد أي تنسيق مع الحكومة العراقية بشأن المواقع الواقعة ضمن حدود المادة 140. فهي لا تتعامل معنا ولا ترغب في التنسيق معنا، رغم أن هذه المناطق تُعد جزءاً من إقليم كوردستان من وجهة نظرنا.”
من جانبه أكد كوفان إحسان، عالم الآثار والباحث في مديرية آثار دهوك، وجود 13 موقعاً أثرياً مهماً في مدينة آميدي الواقعة شمال محافظة دهوك، والتي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة.
وأضاف ، أن جميع المواقع “مسجلة رسمياً ضمن قائمة المعالم التاريخية المعترف بها في العراق، مما يدل على الأهمية الكبيرة لهذه المدينة في خارطة التراث الوطني”.
وقال: ذُكِر اسم آميدي في السجلات التاريخية ويعود تاريخها إلى القرن التاسع قبل الميلاد، عندما أطلق عليها الملك الآشوري آداد نيرار الثاني اسم کوڕ- آمد، مما يشير إلى الجذور الثقافية العميقة للمدينة وارتباطاتها بالممالك القديمة التي حكمت بلاد ما بين النهرين.
وبحسب إحسان فإن من أبرز المعالم الأثرية في آميدي هو مكان كورا سيريجي الذي يحتوي على آثار تعود إلى فترات تاريخية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تعد بوابة عمادي واحدة من أبرز نماذج العمارة المسيحية، حيث تحتوي على منحوتات تعود إلى العصر الفارسي القديم. وتضم المدينة أيضًا بوابة زيبار التي تعد جزءًا من التراث المعماري الذي يميز المنطقة.