هيفاء الحسيني
يُعد الدكتور فؤاد حسين واحدًا من أبرز الشخصيات السياسية في العراق الحديث، ومن المناضلين الذين تركوا بصمة واضحة في التاريخ الكردي والعراقي على حد سواء. وُلد في مدينة خانقين، ونشأ في بيئة متعددة الثقافات واللغات، ما ساهم في تشكيل رؤيته الشاملة للعراق الموحد القائم على التعددية والتفاهم بين المكونات.
من البيشمركة إلى السياسة: رحلة نضالية مشرفة
بدأ فؤاد حسين مسيرته السياسية والنضالية من خلال انضمامه إلى صفوف البيشمركة، القوة الكردية التي ناضلت لعقود طويلة من أجل حقوق الشعب الكردي ضمن عراق ديمقراطي. حمل السلاح دفاعًا عن مبادئ الحرية والعدالة، لكنه سرعان ما أدرك أن النضال السياسي والدبلوماسي هو ساحة لا تقل أهمية عن الميدان. درس في هولندا العلوم السياسية والفلسفة، ما منحه قاعدة فكرية قوية لصياغة مواقفه المتزنة.
رجل المهمات الصعبة
برز الدكتور حسين كرجل المهمات الصعبة، إذ تولى في مراحل حساسة عدة مهام شائكة، أبرزها عند تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للخارجية. في ظل التحديات الإقليمية والدولية، لعب دورًا حيويًا في إعادة رسم العلاقات العراقية مع العالم، واضعًا العراق في موقع أكثر توازنًا واحترامًا على الساحة الدولية.
عرف عنه سعيه الدائم لمدّ الجسور بين الأطراف المختلفة داخل العراق، وكان صوته دائمًا صوت الحكمة والتوازن. لم يكن يمثل طرفًا دون آخر، بل سعى إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف، ما جعله يحظى باحترام واسع من مختلف القوى السياسية.
دبلوماسية واعية وعلاقات خارجية متزنة
تمكن الدكتور فؤاد حسين من تعزيز مكانة العراق دوليًا، عبر دبلوماسية نشطة وواعية قامت على أساس احترام السيادة، والتوازن في العلاقات مع الدول الكبرى والإقليمية. شهدت فترة توليه وزارة الخارجية انفتاحًا ملحوظًا في العلاقات مع العالم العربي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وإيران، وتركيا، ما جعله يوصف بأنه “رجل التوازنات” بحق.
أفضل شخصية سياسية؟
لا يختلف كثيرون على أن الدكتور فؤاد حسين يمثل نموذجًا نادرًا في السياسة العراقية، حيث يجمع بين التجربة النضالية والفكر السياسي العميق، إضافة إلى هدوئه ودبلوماسيته التي مكنته من إدارة الملفات المعقدة بنجاح. إن تاريخه الطويل في النضال من أجل الحقوق، وحنكته في التعامل مع الأزمات، يجعلان منه أحد أفضل الشخصيات السياسية العراقية في العقود الأخيرة