ماجد زيدان
يتخطى الاحتفال بجريدة ” التآخي ” حدود الوسط الاجتماعي الذي تمثله وتصدر عنه , فهي تمثل وسطا اجتماعيا اوسع بكثير يبحث عنها ويتابع ما تنشر ويجد فيها ما يعبر عن افكاره وتطلعاته ومصالحه واهدافه ومطالبه , انها جريدة من طراز خاص , منفتحة على الاخرين وما يشغلهم على كل الصعد , كل هذا الانفتاح الذي تميزت به لا يلغي انها جريدة لصاحبها, اي للحامل الاجتماعي الذي ارتبطت به وولدت لتنطق باسمه , ولكونه مدنيا ومتنوعا ومتعددا فكان ولايزال يتابعها من هم خارج هذا التوصيف لأنهم يجدون فيها بعضا من ضالتهم في الظروف المختلفة ..
في عيد ميلادها تطمح الاقلام التي دبجت فيها المقالات والاخبار والتقارير ومختلف صنوف وفنون الكتابة المواصلة والاستمرارية , وان تتسع الكوة لتكون نافذة يطلون منها على المدنية والديمقراطية في وسط يضيق من جهة ويزدحم بكم هائل من المدونات والصحف وغيرها من المؤسسات الاعلامية ..
ان الاقليم خاصة والعراق عامة في حاجة ماسة لهذه الوسيلة المشرقة ليشع نور حروفها , كونها المنبر الكردي بلسان عربي , في صراع الحضارة والتقدم والقيم والمثل الايجابية , وان تكون نصلا بين النصال على قلتها في معركة البناء والاعمار والادلاء بدلوها في فلسفة الدولة والدفاع عن فيدراليتها وديمقراطيتها على اسس التوازن والتوافق والمشاركة الحقة .
بعد هذا العمر المديد الذي لايزال في زهوه صدمنا بتحولها من جريدة ورقية الى الكترونية , وكان قرارا مثيرا للعجب , فتقلصت الفئات الاجتماعية التي تطلع عليها , فالإنترنت ليس منتشرا بكفاية في البلاد وجمهرة واسعة لا تحسن التعامل معه ولا متاحا لهم , بل انه يشكل اثقالا ماديا على ربع سكان البلاد على الاقل , فضلا ان الشبكة لا تغطي البلد كله وما الى ذلك من ضرورات القراءة الورقية والمشاركة في النسخة الواحدة , انها للعائلة وليس للفرد مثل الانترنيت ..
ان العودة الى الاصدار الورقي الذي هو مطمحا لكل الناس ضرورة ملحة , رغما عن كلفته المادية وصعوباته الاخرى التي لا تشكل تحديا للأعلام في الاقليم الذي بإمكانه ان يذللها بخبرته الثرية وطاقات كوادره وبعد نظر قادته .
طبعا , هناك من اعتبر التحول الى الرقمنة مواكبة لما يجري في العالم المتقدم ولكن الظروف مختلفة في بلدنا من ناحية التكنولوجيا والقدرة , وتشاطرنا دولا عديدة في هذا التصور العملي الذي لا يقلص ولا يحرم المواطنين من اي وسيلة للاطلاع والاستزادة في المعرفة من حجم مستخدميها .