جريدة التاخي يؤاخي بين ابناء الشعب وينشر السلام

د. توفيق رفيق التونجي

وأنا جالس في احدى قاعات الانتظار (اللوبي ) لاحد فنادق واشرب قهوتي المرة المعتادة فإذا على الطاولة نشر عدد كبير من الصحف المطبوعة.  ينزوي أحدهم إلى زاوية هادئة ليتصفحها وهذا ليس بجديد ففي معظم فنادق العالم تجد هناك في قاعة الانتظار الصحف والمجلات المطبوعة والتي تأثرت كثيرا واختفى العديد منها مع انتشار وسائل الاتصالات الحديثة وانتشار الشبكة العنكبوتية (الإنترنت). لكن الشغف بتصفح أوراق الجريدة لا يضاهيها اية متعة أخرى للقارئ. حبذا نرى مرة أخرى صحيفتنا التاخي مطبوعة نتصفحها ونقص بعض مواضيعها وصورها لنحتفظ بها كما اعتدنا عليها عند صدورها ولأول مرة كصحيفة يومية تصدر عن دار التآخي للطباعة والنشر- بغداد في دورتها الاولى أعوام  (1967-1969) وكان صاحب الامتياز ورئيس التحرير المرحوم الشهيد صالح اليوسفي (سيدا)حامل راية السلام ، في بداية صدورها. الجدير بالذكر بان الصحيفة جاءت بعدد من المراحل تمشيا مع السلطة الحاكمة في العراق وانقلاباتً العسكر المتتالية وسيطرة الفكر العروبي القومي على الساحة العراقية ناشرا فكر الحكم والسلطة الفاشية على الشعب العراقي بأجمعه.

هناك عددة عوامل لانتشار الجريدة بين العراقيين  بجميع اتجاهاتهم ، وهي في سياسيتها ورسالتها الصحفية التي تتسم بالجرأة في معالجة الأوضاع السياسية،بحيادية كاملة وتركز على قضية الحقوق الديمقراطية وإطلاق الحريات السياسية للشعب العراقي. حيث عمل فيها خير الصحفيين العراقيين وجاء على رئاسة تحريرها خيرة المثقفينً العراقيينً والكوردستانيين

تحولت الجريدة بعد إصدارها وبسرعة إلى الجريدة الاولى في البلاء جامعا جميع اطياف الشعب العراقي وناشرا الكلمة والمعلومة الطيبة بين أ لجميع في نظام حكم متلاطم غير ديمقراطي وغير مستقر ويهيمن العسكر على الحياة السياسية وبعد انقلابات متتالية قسمت المجتمع الىً مجاميع وطوائف وصراع مسلح في جبال كوردستان والنضال العادل لشعب كوردستان من اجل حقوقه العادلة التي توجت باتفاقية الحادي عشر من آذار عام ١٩٧٠. انذاك كنت طالبا في الإعدادية الشرقية وكنا ناخذ الجريدة معنا إلى إحدى الحدائق العامة لقراءة محتواها وتثقيف انفسنا وكما ذكرت بغياب اي مصدر آخر ديمقراطي يمكن الاعتماد على مصداقية نصوصها. كانت التاخي المصدر الوحيد للمعلومات خارج صحف النظام وحزبه الحاكم.اغلقت الجريدة عام ١٩٧٤ واستعيض بها بجريدة موالية للنظام يكرر أقوال الحزب الحاكم وأقوال قيادته اسموه ” جريدة العراق” وبذلك أنهت إصدار الجريدة والتحق طاقمها إلى جبال كوردستان مع انهيار المفاوضات مع الحكومة العراقية عام ١٩٧٤. وعلى علمي اختطفت الجهات الأمنية آخر رئيس تحرير للجريدة المهندس دارا توفيق والذي ما زال مصيره مجهولا حتى يومنا هذا. بقت الجريدة بعد إصدارها مرة أخرى بعد سقوط النظام البعثي القومي السلبي الذي ادخل البلاد في حروب دام منذ ١٩٧٤ في كوردستان انتهاء باحتلال العراق من قبل قوات التحالف وسقوط الطاغية عام ٢٠٠٣.

احتفالات الحادي عشر من آذار ١٩٧٠ في صدر القناة في بغداد. المطرب المرحوم چالاك رفيق چالاك. الصورة من جريدة التاخي.

في هذه الايام نحتفل بعيد الصحافة الكوردستانية  ورغم مرور اكثر من قرن على بدأ النشر والصحافة بقى الصحفي الكورددستاني مغبونا ولم يحصل حتى على ابسط حقوقه مع العلم كانوا دوما راس الحربة في النضال وذاقوا الأهوال في سجون الحكومات المتعاقبة.

جريدة التاخي صحيفة تترجم امال كل العراقين بصورة عامة وامال شعب كوردستان ناشرا الكلمة الطيبةً من أجل نشر الديمقراطية والحرية  والجدير بالذكر ان العديد من الصحف تكاثرت بعد سقوط النظام وبعضها اختفت لكنها بقت جميعا تعبر عنً وجه نظر فكر او جماعة معينة ولم تتحول إلى جريدة كل العراقيين كما هو عليها اليوم جريدة التاخي . أعيد اقتراحي بتطوير الجريدة وتخصيص المبالغ الازمة من قبل حكومة الإقليم لاستمراريتها وتامين الحياة الكريمة للقائمين علىً اصدارها وصحفيها وربط مطابع خاصة بها للنشر المعرفة والمعلومة الصحيحة وطبع الكتب والمطبوعات الأخرى وتوزيعها في كافة أنحاء العراق ورقيا وعنً طريق النشر على صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت.

السويد
٢٠٢٥

قد يعجبك ايضا