ماجد زيدان
كشف رئيس رابطة الفنادق والمطاعم في محافظة النجف، صائب أبو غنيم أن العتبات المقدسة” في (النجف وكربلاء والكاظمية) تمر حالياً بـ”موسم ركود” يعزو ذلك لقرب الامتحانات النهائية لطلبة المدارس والجامعات فيما أُضيف إليها هذا العام الظروف الاقتصادية الصعبة في إيران ولبنان والتي يُعتمد عليهما بالدرجة الأولى والثانية بالسياحة الخارجية.
في الحقيقة الحركة الاقتصادية كلها تعاني من ركود شامل لكل مناحي النشاط الاقتصادي , وجولة واحدة في الاسواق تسمع شكاوى التجار واصحاب المصالح والورش من ضعف حركة البيع والشراء والتعاملات التجارية الاخرى , مما ادى الى تقليص العمالة والاعمال الاخرى ذات الصلة , ويسوقون اسباب مختلفة لهذا الكساد ابرزها حالة الترقب وعدم وضوح الرؤيا الاقتصادية والقلق السياسي الذي يلف المنطقة ودخولها في ازمات حادة بعد تولي الرئيس الاميركي ترامب السلطة في بلاده , والخشية من تهديداته وهشاشة السياسات المحلية في المجابهة ..
الغريب ان ابصار الحكومة والفعاليات الاقتصادية تتجه الى الخارج وابتلعت “العنتريات” ,وردود الفعل على هذه السياسة المدمرة ,و تتجه خصوصا الى الصين وما ستتمكن من تحقيقه من لجم لهذه المواجهة القاسية ..
قلة من هذه الدول ومن بينها بلدنا تلتفت في اجراءاتها لتجنب خسائر الازمة الاقتصادية التي تعيشها الى تنمية امكاناتها الذاتية وتطوير قدرتها والارتقاء بمستوى ادائها الاقتصادي وانعاشه وتمكنيه من تحقيق قدر من الاستقلالية في استثمار موارده , فالملاحظ انه يهرب تجاه بلدان اخرى قد تكون اسوء من امريكا في ظروف اخرى .
يبين التصريح اعلاه ان السياسة الوطنية اسهمت في تراجع السياحة الدينية المدرة للدخل للاقتصاد العراقي , ما دام الزائر يجد كل شيء مجانا في الاقامة وتيسير اموره الحياتية ولا ينفق شيئا ملموسا في السوق العراقية خلال الزيارات المليونية , مما يدعوه الى تأجيل زيارته للعراق الى وقت هذه المناسبات لينعم بما يوفر له بلا مقابل وعلى حساب العراقيين , لاسيما انه يعاني في بلديه “ايران ولبنان “مصاعب اقتصادية كبيرة لا تتيح له رفاهية السياحة الدينية .
ان اقتصاديات المدن المقدسة في حاجة الى دراسات اقتصادية علمية وواقعية تبحث في كيفية جلب الموارد اليها بعيدا عن اعتبارات ما يسمى بالضيافة والكرم المؤديان الى افقار سكانها , وهذا حق لهم للانتفاع منها , بتنشيط اقتصاداتها المحلية , وبالتالي الاقتصاد الوطني كله , فمن المعيب والظلم ان يوجد في هذه المدن فقراء ومعوزين وبطالة ولديهم مثل هذه المزارات..لنكون مثل غيرنا قلبنا على اهلنا ورعايتهم وتطمين مصالحهم ..