الدكتور محمد جبار المعيبد بين التحقيق والدرس اللغوي

د. سامي علي جبار

عرف الدكتور محمد جبار المعيبد محققا وناقدا تراثيا وباحثا أكاديميا يشار اليه بالبنيان. وكان التراث الشعري واللغوي موضع عناية المعيبد. وبعد حصوله على شهادتي الماجستير والدكتوراه تخصص في الدراسات اللغوية، وخاصة
الدراسات الصوتية والمعجمية. وقد حظيت جهود المعيبد باهتمام الدارسين والمحققين لتواصله في النشر داخل العراق وخارجه، وكان على صلة مع ابرز المحققين عن طريق المراسلة وتبادل المطبوعات، وكان يرسل اليهم ما يحتاجون اليه من معلومات تتصل بالمخطوطات والتحقيق.
وكان بعض المستشرقين يراسله ويطلب كتبه المحققة ولم يقتصر المعيبد في نشر تحقيقاته ودراساته على العراق بل كان ينشر في مجلات (المجلة ، ومجلة معهد المخطوطات العربية القاهريتين، ومجلة مجمع اللغة العربية، الأردني، ومجلة المورد) ولعل خير دليل على مكانة المعيبد العلمية تولي معهد المخطوطات العربية في القاهرة طبع كتابه: (فهرس دواوين الشعر والمستدركات في الدوريات والمجاميع) وقد طبع الكتاب سنة،1998ولكن المعيبد لم يره اذ عاجلته المنية يوم السبت 1999/1/2 وعمره اثنتان و ستون سنة.

ولد محمد جبار معيبد علي المعيبد في البصرة سنة 1937 انهى ست سنوات في مدرسة المربد الابتدائية وثالث سنوات في متوسطة فيصل الثاني وسنتين في ثانوية فيصل الثاني، وفي عام 1956 التحق بكلية الآداب-جامعة بغداد.
وبعد اربع سنوات تخرج في قسم اللغة العربية في حزيران ،1960وعين في السنة نفسها مدرسا في ثانوية القرنة للبنين وتولى ادارتها عامي 1965و1966 ثم نقل الى ثانوية الجاحظ سنة،1966حصل على اجازة دراسية للاعوام 1973-1971 ونال شهادة الماجستير في كلية
الآداب-جامعة بغداد عن رسالته: ((ابو عمر الزاهد…حياته، آثاره، منهجه)) وذلك في عام .1972عاد بعدها مدرسا في ثانوية البصرة للبنين. وفي سنة 1976 نقلت خدماته الى كلية التربية-جامعة البصرة وفي الأعوام 1983-1980 سافر الى بريطانيا وحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة ادنبرة في تخصص الأصوات اللغوية وكان موضوع اطروحته: ((صوت الضاد.. دراسة صوتية تاريخية)). وبعد عودته عين رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية من،1992-1986 وحصل على لقب الأستاذية عام 1996.
جهوده العلمية:
انتظمت جهود المعيبد العلمية في ثلاثة محاور:
الأول: تحقيق النصوص التراثية. الثاني: فهرسة التراث ونقده. الثالث: الدارسات اللغوية. وكانت له عشرات المؤلفات المهمة في هذه المحاور المهمة غدت الكثير منها مراجع بحثية وتأريخية مهمة لا يستغنى عنها.

قد يعجبك ايضا