المملكة المتحدة تسعى لشراكة جديدة مع الاتحاد الأوروبي دون التراجع عن البريكست

أربيل – التآخي
أعلنت المملكة المتحدة أن قرارها بالخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست) هو قرار لا رجعة فيه، مؤكدة في الوقت ذاته رغبتها في بناء شراكة جديدة ومتوازنة مع الاتحاد الأوروبي، في خطوة تعكس نضجًا سياسيًا ورؤية استراتيجية واضحة.
وقال مسؤولون بريطانيون في تصريحات صحفية : إن “بلادهم لا تنوي العودة إلى المؤسسات الأوروبية، بل تسعى إلى إقامة (علاقة عمل براغماتية قائمة على المصالح المشتركة)، بعيدة عن الأوهام الأيديولوجية”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل مؤشرات متزايدة على اقتراب التوصل إلى اتفاق دفاعي وتجاري محتمل مع الاتحاد الأوروبي، من المتوقع الإعلان عنه خلال قمة مرتقبة الشهر المقبل.
ويؤكد هذا التوجه البريطاني أن الانفتاح الحالي لا يعني تراجعًا عن البريكست، بل تجاوزاً للانقسام التقليدي بين مؤيدي الانفصال ومناصري البقاء، نحو نموذج جديد في العلاقات الأوروبية-البريطانية، يركز على التعاون في مجالات الأمن، الطاقة، المناخ، وسلاسل التوريد الحيوية.
ويأتي هذا التقارب في سياق عالمي مضطرب، يشهد حروباً وصراعات متزايدة، أبرزها الحرب في أوكرانيا، وتفاقم التوترات في الشرق الأوسط، إلى جانب تصاعد التهديدات في مجال الأمن السيبراني.
وفي ظل هذه التحديات، تعيد لندن ترتيب أولوياتها الاستراتيجية، مدركة أن قوتها تكمن في التحالفات الذكية، لا في العزلة.
أحد أبرز أوجه هذا التحول يتمثل في النقاشات الجارية داخل الحكومة البريطانية بشأن توسيع التعاون الدفاعي مع الاتحاد الأوروبي، وتعزيز التنسيق في مجالات التجارة والمعايير التقنية، بهدف تقوية القدرة التنافسية لبريطانيا دون الالتزام بالإطار المؤسسي الأوروبي السابق.
وبهذا المنظور، تُكتب فصول جديدة من علاقة أوروبية-بريطانية أكثر واقعية وأقل صخباً، لكنها بلا شك تحمل فائدة متبادلة للطرفين.
قد يعجبك ايضا