الباحث/احمد الحمد المندلاوي
# مع ٱمين مكتبة مندلي العامة في مندلي و المرحوم الأستاذ .. اسماعيل ابراهيم حبيب مدير مكتبة مندلي
يقول أحد اصدقائه عنه:
في بيتهم خُبأت اسرار مدينتنا؟!حارس المدينة ومؤرخُ وامين الثقافة. وكل واحد منهم، يكنزُ بعضاً من حكايانا..
في مندلي مدارس عدة، ومحال تجارية كُثر، شوارع معبدة وغير معبدة وبساتين غناء وحدائق.
لكن في مندلي مكتبة عامة واحدة. ويقال.. الحي الذي فيه مكتبة، تندثر فيها الخرافات؟
في اقصى يسار المدينة كان بيتهم الطيني الكبير، اخوةٌ تشربوا الصبر من قيض تموز، وتعلموا الحكمة من نبات الفطر، كيف يشقوا طريقهم في الحياة. فبرز منهم المؤرخ
المعروف “جميل ابراهيم”
على كتف بيتهم الايسر بساتين نخيل ورمان، وحدود محلة قلم حاج، ولد وترعرع ذاك الصبي الهادئ اللطيف عام ١٩٤٧م، وتعلم الحروف الاولى في مدرسة المثنى الابتدائية، تدرج في مدارس مندلي حتى اجتازها كلها ليلتحق بجامعة المستنصرية، ويختار بعناية القسم الذي شُغف فيه، قسم المكتبات – كلية الاداب. لولعه بالقراءة. فشغل بعد تخرجه، مديراً لمكتبة مندلي عام ١٩٧٤م – ٢٠١٢م، فنهل من غدير كتبها حتى اصبح موسوعة في التاريخ والثقافة العامة. ومرت السنين عجاف على مندلي، وأتت الحرب والهجرة، وبقى ذاك المدير على رأس عمله، كأي حارس مخلص وامين على ارث المدينة المهجورة، واشتدت سنوات العجاف ضراوةً، وبقيت مندلي مهجورة الا من القليل من اهلها، واتت حرب ضروس اشد من حرب العراقية الايرانية، وركنت المكتبة كانها قطعة اثرية، لا يتذكرها الا من مر بجانبها، او له فيها ذكرى او حدث، لقد انشغلت الناس بالمعيشة وتركوا الكتاب من شدة وجع
الحصار.. وجاءت حرب اشد وطأة، واكثر إيلاماً مما شهدنا، فأمر مسؤول المدينة ان يسكن المهجرين في اروقة المكتبة، وذاك اخر عهد لها حين كانت قائمة وتحتضر، حتى تم إحراقها …!! وكأن هولاكو قد بُعث من جديد! فحزن مديرها وحارسها وامينها، لكن الاحزان لا تعيد شيئاً.. فها نحن هنا لنتذكر الاستاذ مندلي، ونتذكر إرث مندلي المندثر من خلاله..
و نختم المقال بأن أستاذ اسماعيل (أبو حقي) من أصدقائي المقربين و طالما اجلس في إدارته مع زملائي في ندوة ثقافية و من ابرز القراء السيد ظاهرة البندنيجي (أبو عدنان)..
توفي الأستاذ اسماعيل عام 2014م في بلدروز كمدا على مكتبه .
رحمه الله تعالى و مثواه الجنة.
————————