الرئيس بارزاني: غياب الدولة الكوردية كان سببًا في تعرض الشعب الكوردي لحملات إبادة جماعية

أربيل- التاخي

أكد الرئيس مسعود بارزاني، أن عدم وجود دولة كوردية، جعل الكورد يواجهون إبادات جماعية، على مر التاريخ.
وجاء ذلك خلال رسالة الرئيس بارزاني، في افتتاحية مؤتمر تاريخ وإرث الإبادة الجماعية للكورد، المرتكبة على يد نظام البعث، في جامعة ييل بالولايات المتحدة.
وانطلقت فعاليات مؤتمر (تاريخ وإرث الإبادة الجماعية للكورد)، المرتكبة على يد نظام البعث، في جامعة ييل بالولايات المتحدة، بافتتاح رسمي يبدأ برسالة من الرئيس مسعود بارزاني، وكلمة مسجلة لرئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني.
وعقد المؤتمر بحضور عدد من الشخصيات البارزة، من أكاديميين وناشطين وممثلين عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، من بينهم الناشط الثقافي والمستشار الفني للحزب، والعضو السابق في برلمان إقليم كوردستان، عباس غزالي. تقام الفعاليات يوم الأربعاء، 23 أبريل 2025، من الساعة 9 صباحاً حتى 4:30 مساءً، في قاعة مؤتمرات “موريس ر. غرينبيرغ” في جامعة ييل، بمدينة نيوهيفن، ولاية كونيتيكت الأمريكية.
وافتتح المؤتمر برسالة من الرئيس مسعود بارزاني، قرأها على الحضور د. محمد إحسان، أستاذ القانون الدولي في جامعة ييل والمشرف الأكاديمي على المؤتمر.
وأدناه نص كلمة الرئيس بارزاني في المؤتمر:
بدايةً، وبالنيابة عن الشعب الكوردي، أود أن أعرب عن امتناني لجامعة ييل ومنظمي هذا المؤتمر الدولي. إن المناقشة والتحقيق في الإبادة الجماعية للشعب الكوردي في عهد النظام العراقي السابق قضية مهمة وحساسة واختيار هذا الموضوع يعد خطوة ومبادرة قيمة نحو تطبيق العدالة والمسؤولية التاريخية في عرض الحقائق.
بعد الحرب العالمية الأولى اختار جزء من الشعب الكوردي طواعية العيش في الدولة العراقية بشرط الشراكة واحترام حقوقه، إلا أن السلطات العراقية تراجعت عن هذا المبدأ وبدأت بانتهاك وإنكار الحقوق الكوردية.
لقد كان الكورد من بين الضحايا الرئيسيين لسياسة الإبادة الجماعية المنظمة في القرن العشرين؛ وبلغت هذه السياسة اللاإنسانية ذروتها خلال حكم حزب البعث في العراق ضد الشعب الكوردي. في عامي 1979 و1980، تم حرمان عشرات الآلاف من المواطنين الكورد الفيليين من الجنسية العراقية، وتم اعتقالهم واخفائهم. وتم إرسال معظمهم إلى إيران بعنف غير مسبوق. وفي عام 1983، أُخفى 8000 رجل وفتى بارزاني بعد اعتقالهم من قبل قوات الأمن التابعة لنظام البعث ولم يعودوا أبدًا.
بين عامي 1987 و1988، تعرضت أجزاء كبيرة من كوردستان للقصف الكيميائي، مما أدى إلى إصابة الآلاف من المدنيين بالغاز. في 16 مارس 1988، قُتل 5000 مواطن كوردي بريء ونساء وأطفال وجُرح آلاف آخرون بأسلحة الدمار الشامل الكيميائية في حلبجة. وفي العام نفسه، جرت عمليات الإبادة الجماعية “الأنفال” في جميع أنحاء كوردستان العراق، والتي قُتل خلالها أكثر من 182 ألف مدني، بغض النظر عن العرق أو العمر أو الدين، ودُمرت 4500 قرية كوردية في خطة منظمة لتفكيك الأسرة الكوردية والبنية الاجتماعية.
بالإضافة إلى هذه الجرائم المباشرة، تم تنفيذ سياسات ممنهجة للتطهير العرقي والهجرة القسرية والاستيطان القسري والتغييرات الديموغرافية في أجزاء مختلفة من كوردستان وتدمير البنية التحتية الاقتصادية للقرويين طوال القرن العشرين بهدف تدمير الهوية الوطنية الكوردية.
لقد عاش الشعب الكوردي على أرضه لآلاف السنين، ولديه ثقافة التعايش مع الأمم الأخرى وأتباع الديانات، وطالب دائمًا بالسلام والإنسانية. لكن ما مرت به أمتنا في القرن العشرين كان محاولة ممنهجة ومنظمة لتدمير الهوية التاريخية والثقافية والإنسانية.
وكان هدف هذه الإبادة الجماعية شيئًا واحدًا فقط؛ وهو القضاء على الكورد، كان هدف هذه الإبادة الجماعية هو تدمير إرادة الشعب الكوردي الذي لم يطالب إلا بالحرية وتحسين معيشته، وأراد أن يعيش بسلام ولم يكن لديه أي جريمة أخرى، والشعب الكوردي وهم عشرات الملايين، ولديهم تاريخ عريق وهوية حية. إنهم إحدى أكبر القوميات في العالم التي تعيش في الشرق الأوسط وقد حرموا من أن يكون لهم دولة مستقلة. عدم وجود الدولة، على مرالتاريخ جعل الكورد يواجهون الإبادة باستمرار، ولم يعد بوسعهم حماية أنفسهم بشكل صحيح من تهديدات أعدائهم وعدوانيتهم.
واليوم نود أن نشكر مركز الإبادة الجماعية على اتخاذ هذه الخطوة المهمة، وأنا على ثقة بأن المؤسسات الرسمية في كوردستان مستعدة لتقديم المزيد من التوضيحات، وكشف الحقائق وتوثيق الجرائم وأرشفتها، لدعم هذا الجهد المقدس. إن الشعب الكوردي بحاجة إلى مثل هذه الجهود الجادة والأكاديمية والعلمية حتى لا تنسى الجرائم العلنية والمنظمة التي ارتكبت ضد شعبنا وتبقى في ذاكرة وضمير العالم، وأيضاً لمنع تكرار هذه الجرائم ومقاومة أي محاولات أخرى لإبادة شعبنا في المستقبل.
نحن بحاجة إلى جهود وتعاون هذه الجامعة من أجل إنجاح عملية الاعتراف بجرائم الإبادة الجماعية المرتكبة ضد شعبنا. ونأمل أن يصبح هذا المؤتمر نقطة انطلاق لجهود علمية أوسع في مجال الإبادة الجماعية وتبادل المعلومات فيما بيننا وخطوة نحو ترسيخ الحقيقة والعدالة والمسؤولية التاريخية، وهي الركائز الثلاثة الأساسية لبناء مستقبل أفضل.
شكرا لكم مرة أخرى على الاستماع إلى صوت معاناة الشعب الكوردي ومقاومته.
مع الاحترام والأمل في مستقبل أكثر وعيا وعدالة.

قد يعجبك ايضا