نيجيرفان بارزاني في يوم الصلاة الوطني: التعددية الدينية والثقافية في كوردستان لم تكن عبئاً ثقيلاً أبداً

أربيل- التاخي

أكد رئيس إقليم كوردستان أن التنوع الديني والثقافي في كوردستان لم يكن عبئاً أبداً، بل هو مصدر قوة واستقرار وكان دائماً مصدر فخر لنا، وقد أثبت إقليم كوردستان أنه نموذج واقعي في حماية الحريات الدينية.
في يوم الصلاة الوطني، ألقى نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان كلمة أعلن فيها أن إقليم كوردستان أثبت على مر السنين أنه نموذج واقعي في احترام التنوع وحماية الحريات الدينية، وخلق بيئة آمنة لجميع المكونات من أي دين أو قومية.
وقال رئيس إقليم كوردستان: نؤمن بأن تعزيز السلام ينبع من الإيمان العميق بقيمة الإنسان واحترام الكرامة الإنسانية دون تمييز، وهذه القيم تترسخ بشكل كامل عندما يكون هناك دعم وإيمان بها في السياسات العامة والتعليم والعدالة والتعاون بين الأديان والثقافات، ونحن في إقليم كوردستان نعمل عليها بجدية وبدون توقف.
وفي جزء آخر من كلمته، أعلن نيجيرفان بارزاني أن التجارب والتاريخ أثبتا أن الحوار الصادق هو أفضل طريق لحل الخلافات وتعزيز الثقة بين الناس.
للمرة الأولى أقيم هذا العام يوم الصلاة الوطني في أربيل بمشاركة أكثر من 600 رئيس ومسؤول وقيادي من العراق وكوردستان والمنطقة والعالم.
وقال رئيس إقليم كوردستان: نعتبر هذا النشاط خطوة جادة نحو ترسيخ أكبر لثقافة التفاهم والاحترام المتبادل، كما أنها رسالة من كوردستان إلى العالم تقول: التنوع ليس تهديداً، بل هو مصدر للثراء، ويمكن للمجتمعات أن تعيش معاً بسلام وكرامة عندما تُبنى على الثقة والانفتاح.
وأدناه نص الكلمة:

فخامة الرئيس بارزاني
السادة الشخصيات الدينية من جميع الأديان
الحضور الكرام
الضيوف الأعزاء من حيث أتيتم
طاب يومكم وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً
أهلاً وسهلاً بكم جميعاً في أربيل، أهلاً وسهلاً بكم في كوردستان، أرض السلام والتعايش. يسعدني جداً أن نكون معاً في مراسم يوم الصلاة الوطنية التي تُقام للمرة الأولى في كوردستان ويشارك فيها هذا العدد الكبير من القادة الدينيين والشخصيات الفكرية من مختلف الأديان والثقافات.
ومن هنا، أتقدم مجدداً، بحرارة ومن القلب، بالتهاني بمناسبة عيد القيامة لجميع المواطنين المسيحيين في إقليم كوردستان والعراق وفي كل العالم المسيحي بشكل عام. أتمنى أن تقضوا عيداً هانئاً ومستقراً.
وهذه اليوم مبادرة مهمة تتوافق مع رؤية إقليم كوردستان لترسيخ ثقافة التعايش والتفاهم، بعيداً عن التوتر والانقسام، وتوفر أرضية شاملة للحوار الروحي والإنساني بين الشعوب.
التعددية الدينية والثقافية في كوردستان لم تكن أبداً عبئاً، بل كانت مصدر قوة واستقرار ودائماً مدعاة لفخرنا. على مر السنين، أثبت إقليم كوردستان أنه مثال واقعي على احترام التعددية وحماية الحريات الدينية وخلق بيئة آمنة لجميع المكونات المختلفة من أي دين أو قومية كانوا في إقليم كوردستان.
كما استمعنا هذا الصباح إلى كلمات فضيلة عبد الله ويسي، رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، الذي تحدث عن أن أبرز الأمثلة الحية للثقافة والتعددية والتعايش والتسامح في كوردستان، كانت عندما واجه مواطنونا الإيزديون والمسيحيون الإبادة الجماعية على أيدي إرهابيي داعش عام 2014، فُتحت أبواب المساجد والمدارس للنازحين في بادينان خاصة وفي العديد من الأماكن الأخرى في كوردستان، وقُدمت لهم كل المساعدات والدعم.
وعندما بدأت موجة العنف، للأسف، في أوائل الألفية ضد المواطنين المسيحيين والسنة في أماكن أخرى من العراق، جاؤوا واستقروا في إقليم كوردستان. هنا في إقليم كوردستان، في مهد التسامح والتعايش، تم استقبالهم واحتضانهم.
كل هذا تم بناءً على أوامر مباشرة من فخامة الرئيس مسعود بارزاني. وصل الأمر إلى أن استقبل إقليم كوردستان ما يزيد عن مليوني نازح ولاجئ. زاد عدد سكان إقليم كوردستان بأكثر من ثلاثة وثلاثين بالمئة. والآن لا يزال هناك ما يقرب من مليون نازح ولاجئ.
لحسن الحظ، لم تحدث آنذاك ولا الآن أي مشاكل أو حوادث أمنية أو اجتماعية. وحتى الآن، أولئك الذين عادوا إلى ديارهم يحملون ذكريات طيبة من إقليم كوردستان ويستمرون في زيارة هنا.
نحن نؤمن بأن تعزيز السلام ينبع من الإيمان العميق بقيمة الإنسان واحترام كرامة الإنسانية دون تمييز. هذه القيم تترسخ تماماً عندما تحظى بالدعم ويتم العمل بها بإيمان في السياسات العامة، والتعليم، والعدالة، والتعاون بين الأديان والثقافات. ونحن في إقليم كوردستان، نعمل من أجلها بجد وبدون توقف.
أثبتت التجارب والتاريخ أن الحوار الصادق هو أفضل وسيلة لحل النزاعات وتعزيز الثقة بين الناس. من هنا، نعتبر هذا النشاط الذي يقام اليوم في أربيل خطوة جادة نحو ترسيخ أكبر لثقافة التفاهم والاحترام المتبادل، كما أنها رسالة من كوردستان، من أربيل إلى العالم تقول: التعددية ليست تهديداً، بل هي مصدر ثراء، ويمكن للمجتمعات أن تعيش بسلام وكرامة عندما تُبنى على الثقة والانفتاح.
وفي هذه المناسبة أيضاً، نعرب مرة أخرى عن حزننا العميق لوفاة قداسة البابا فرنسيس الذي كان مثالاً للتواضع والانفتاح الحقيقي. ندعو له جميعاً ونسأل الله العظيم أن يتغمد روحه بالرحمة.
لقد شرفنا قداسته بزيارة لإقليم كوردستان عام 2021. تلك الزيارة ستبقى كحدث تاريخي في ذاكرة جميع مكونات شعب كوردستان والعراق دون تمييز وستكون دائماً مدعاة لفخرنا. إرثه سيظل حاضراً بيننا وفي كل العالم كمنارة للسلام والتسامح.
نأمل أن يصبح هذا اليوم تقليداً سنوياً يعزز ثقافة الاستماع والتسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي، وأن يكون مساهماً ومشاركاً في توسيع جسور الثقة داخل المجتمع، وأن يصبح صوت كل من يؤمن بالسلام كشراكة ومسؤولية.
أشكر جزيل الشكر كل الأشخاص والجهات التي شاركت في تنظيم هذا النشاط. شكراً لجميع المشاركين والكرام الذين حضروا من داخل وخارج كوردستان. دعمهم ومشاركتهم تبرز أهمية هذه الرسالة وتمنحنا الأمل بمستقبل أكثر استقراراً وعدلاً، كما تشجعنا أكثر في إقليم كوردستان، وستبقى كوردستان دائماً وطناً للتعددية والتعايش وقبول الآخر والتسامح والتفاهم والسلام.

أهلاً وسهلاً بكم جميعاً في أربيل
أهلاً وسهلاً بكم في كوردستان
شكراً جزيلاً لحضوركم
أتمنى لكم يوماً سعيداً
أهلاً بكم مجدداً
شكراً جزيلاً.

قد يعجبك ايضا