أربيل – التآخي
في صورة مشرّفة للتعليم العالي في اقليم كوردستان والعراق، شارك وفد من جامعة كوردستان بأربيل في مؤتمر غراتس الدولي للتخطيط الحضري في النمسا، حيث قدّم الطلبة المشاركون عروضًا علمية متميزة، نالت استحسان الحضور وأبرزت مستوى أكاديميًا رفيعًا يُضاهي الجامعات العالمية.
الوفد الذي قاده نائب البروفيسور دانا خضر مولود، خريج جامعة فيينا للهندسة، ضم أربعة طلاب مميزين، من بينهم الطالبة تانيا رياض، التي قدّمت محاضرة بعنوان (التخطيط الحضري والصحة العامة)، والطالب منصور فرهاد الذي ألقى بحثًا عن إعادة تشجير المناطق الريفية والتأهيل المناخي. كما ألقى الطالب عبدالله خالد محاضرة حول التلوث البيئي، وقد أجمعت الآراء على تميز الأداء والمحتوى لجميع المشاركين.
وفي تعليق لافت، قال عمر الراوي، السياسي العراقي المعروف والمحافظ السابق للعاصمة النمساوية فيينا، إن هذه التجربة أثبتت أن هناك الخير الكثير في العراق، مشيرًا إلى الروح العالية، والانضباط، والاحترام الذي تحلّى به الطلبة، مؤكدًا أن مشاركتهم لم تكن سياحية، بل علمية حقيقية، تعكس عمق الالتزام والرغبة في تطوير الذات.
الراوي أبدى إعجابه بمستوى اللغة الإنجليزية التي تحدث بها الطلبة، فضلًا عن إجادتهم التامة للغة العربية، واعتزازهم بهويتهم والكوردية دون أي تعصب أو تمييز.
وأشاد الراوي بدور البروفيسور دانا مولود، واصفًا إياه بأنه قامة عراقية نمساوية كوردية، وأشار إلى جهوده في التفاوض للحصول على زمالات دراسية في النمسا لطلبته، ودوره التربوي في خلق بيئة صحية مشجعة على التعلّم والتعاون بين الطلبة دون أي مظاهر سلبية كالحسد أو التنافس غير الشريف.
هذه المشاركة اللافتة تؤكد أن هناك جيلًا جديدًا من الشباب الكوردي والعراقي يمتلك الطموح، والوعي، والقدرة على التميز عالمياً، إذا ما توفر له الدعم والتوجيه المناسب.