الخدمات العلاجية لمشكلات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

د. بشرى يحيى حسين الزيباري

حظي مجال تربية ذوي الاحتياجات الخاصة باهتمام بالغ في السنوات الأخيرة ويرجع هذا إلى الاقتناع المتزايد في المجتمعات المختلفة بان ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الحق في الحياة، وفي النمو إلى اقصى ما تمكنهم منه قدراتهم وامكانياتهم هذا، ويقاس تقدم الأمم اليوم بما تقدمه لذوي الاحتياجات الخاصة من برامج وخدمات تساعدهم في تحقيق ذواتهم.

وهنا ابرز أهمية الإسراع والتدخل المبكر من ذوي الاحتياجات الخاصة واهمية تزويدهم بمهارات تمكنهم من التعامل مع مواقف كثيرة ومتنوعة، لغرض المساعدة في تنمية المهارات التواصلية الاجتماعية، الحركية، الانفعالية، على الرغم ان في مجتمعاتنا هذا التدخل متأخر جداً وهذا يعزو إلى ان بعض الخدمات غير متكافئة تقدمها بعض الجهات.

بالمقابل تعيش اسرة المعاق وهي محاطة بجماعة اجتماعية لها نظامها وثقافتها التي تميزها عن غيرها من الجماعات الأخرى، وعليه فان الاسرة وابنها لا تخرج عن تلك الأطر الاجتماعية التي وجدت عليها، وبنفس الوقت تتحمل أعباء ما نسميها بالشوائب الثقافية التي دخلت علينا منذ زمن بعيد لذا فان التقليل من الاخرين وخاص من قدر له ان يولد مشو او معوق يجعلهم لا يعيشون حياة طبيعية، فينظر لاكثرهم نظرة السلبية وبذلك تشكل عقدة نفسية لهم ولعوائهم ونتائجها تكون غير محمودة، وعليه ان نظام الخدمات المتنوعة والتربوية والعلاجية والوقائية والاستجابات المدروسة تقدم للأطفال الصغار من الميلاد وحتى (6) سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية ومعرضين لخطر الإعاقة لاسباب متعددة، بغرض تنمية وتعزيز قدرات الأطفال، وتنمية مهارات المحيطين به، لمساعدته بما يتناسب مع احتياجاته.

ولا يركز التدخل السريع على الطفل فقط، ولكنه يولي اهتماماً كبيراً بالاسرة أيضاً، وهذا بحق ذاته إمتداد للبرامج التربوية في سن ما قبل المدرسة. بل هناك أهداف يجب العمل بها وهذه ترتبط بنتائج معينة لقياس :
حاجات الطفل وجوانب قوته ويعد العمل انطلاقا من الأهداف التربوية وهي من اهم اتجاهات التربية الخاصة.
إعادة الأطفال للمشاركة في حياة المجتمع.
كل ذلك يعمل على تقليل الأثر السلبي لجانب الصعوبة على مجال النمو الكلي للأطفال ثم تقليل الحاجة الدائمة لخدمات التربية الخاصة المقدمة لهم.
ويمكن القول ان تكاتف الجهود والإجراءات المنظمة التي تقوم بها افراد المجتمع لمنع حدوث الاعاقة او الحد منها، او منع تطورها الى عجز دائم بما في ذلك توفير الرعاية لنمو الطفل، ومساعدته على تفادي الاثار السلبية للقصور الذي يواجهه في أي جانب من جوانب نحوه.

قد يعجبك ايضا