ارهاصات بيئية… من أجل بيئة غذاء صحي مستدام

صادق الازرقي
يشكل توفير الغذاء الصحي للإنسان حاجة ملحة لا غنى عنها للارتقاء بصحته، وقد انعكس ذلك في الدول المتقدمة بزيادة مضطردة في معدل عمر الفرد؛ وفي العراق، بما ان معدلات الفقر او من هم تحت خط الفقر مرتفعة، فان توفير الغذاء الصحي لملايين العراقيين يشكل ضرورة قصوى للارتقاء بصحتهم وحياتهم.
النظام الغذائي الصحي يؤدي دورا أساسيا في تعزيز صحة الإنسان والوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسمنة.
ان من خصائص النظام الغذائي الصحي، ان يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية، الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون الصحية، الفيتامينات، والمعادن، ويوازن بين السعرات الحرارية الداخلة والخارجة للحفاظ على وزن صحي.
يشمل ذلك مجموعة واسعة من الأطعمة مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات النباتية والحيوانية، ومنتجات الألبان، وان يكون غني بالألياف، مثل تلك المتواجدة في الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضروات، والفواكه، اذ تساعد الألياف على تحسين الهضم، والوقاية من الإمساك، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
كما يُفضل استعمال الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات، ويُنصح بالابتعاد عن الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، وتقليل استهلاك السكر المضاف والملح اذ يقي ذلك من السمنة، السكري، وارتفاع ضغط الدم؛ كما يجب التركيز على شرب كميات كافية من الماء النظيف والحفاظ على ترطيب الجسم ضروري لجميع وظائف الأعضاء.
و تختلف الاحتياجات الغذائية بحسب الشخص، ويجب أن يُصمّم النظام وفقا لذلك.
في السنوات الماضية يجري تعميم استعمال الهرمونات في إنتاج النباتات، وخاصة في الخضر والفاكهة، وذلك يمكن أن يؤثر على الجودة بعدة طرق، سواء إيجابية أو سلبية، بحسب نوع الهرمون المستعمل، الكمية، وطريقة الاستخدام.
وعند الاستعمال الصحيح والمعتمد علميا يؤدي ذلك الى تحسين الإنتاجية فبعض الهرمونات تُستعمل لزيادة حجم الثمار وتسريع نموها، كما تساعد على نضوج الثمار في وقت واحد، مما يسهل الحصاد والتسويق، و تحسين الصفات الشكلية، كزيادة حجم الفاكهة أو تجانسها في الشكل، وتأخير التلف، فبعض المعالجات الهرمونية تطيل عمر التخزين وتؤخر النضوج بعد الحصاد.
اما التأثيرات السلبية فتشمل، تراجع الطعم والرائحة، اذ ان النمو السريع بسبب الهرمونات قد يمنع الثمار من تطوير نكهتها الطبيعية، و بعض أنواع الهرمونات قد تترك بقايا في الثمار، مما يثير مخاوف صحية، بخاصة عند الاستعمال غير المراقب.
كما ان النمو السريع قد يقلل من تركيز الفيتامينات والمعادن، وان سوء الاستعمال قد ينتج ثمارا غير اعتيادية الشكل أو غير متناسقة.
كما تتولد أضرار بيئية، اذ ان الإفراط في استعمال الهرمونات قد يؤثر في التربة أو على الحشرات المفيدة.
الخلاصة ان جودة الغذاء تتأثر بالفعل باستعمال الهرمونات، لكن الطريقة والكمية هما العامل الحاسم؛ وفي الزراعة الحديثة، تتواجد معايير علمية صارمة لاستعمال الهرمونات؛ والمشكلة تظهر عادة في الاستغلال العشوائي أو غير المرخص.
يجب الموازنة بين تطوير الإنتاج الزراعي كما والمحافظة على نوعيته؛ وعود على بدء نقول ان الأرض العراقية بحاجة فورية الى تطوير الزراعة واستغلالها وفق الأساليب الزراعية الحديثة للارتقاء بالإنتاج النباتي وتوفير الغذاء الصحي الضروري، لاسيما للفقراء ومحدودي الدخل الذين يجب ان تتكفل الدولة بدعمهم لتأمين غذائهم الصحي.
قد يعجبك ايضا