التاخي – ناهي العامري
برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور احمد فكاك البدراني، واشراف وكيل الوزارة لشؤون الفنون قاسم السوداني، تم افتتاح معرض الواقعية العراقية الاول، على قاعات دائرة الفنون العامة في مقر الوزارة، الذي شارك فيه ٧٢ فنان وفنانة، واشاد الوزير بمستوى الاعمال المشاركة قائلا: اللوحات الواقعية تركز على تصوير الأشخآص والأماكن والاشياء باسلوب دقيق وواقعي، وتهدف إلى ابراز الجوانب الجمالية والطبيعية في حياتنا اليومية، حيث انها تعبر عن جمال التفاصيل وتفرد اللحظات اليومية بشكل يجعلها اقرب إلى الحياة الحقيقية.
التاخي تجولت بين اروقة المعرض واستمعت الى عدد من الفنانين وهم يوضحون عن الافكار المطروحة في لوحاتهم.
الفنان عدنان عباس / تدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، لوحته تحمل اسم (تشرين)، وقال انه ساهم في الاعمال الفنية في ساحة التحرير ابان ثورة تشرين الشبابية، وان الحشود الجماهيرية الظاهرة في لوحته تمثل جماهير تشرين، حيث تظهر التك تك والكمامة، لاستذكار ذلك العصر التشريني، كاللافتات والرايات والاعلام العراقية، حيث كان الفنان متواجدا وسط الحشود، جالباً معه لوازمه من اقلام التخطيط، لتجسيد مشروع لوحته، ثم يليها مرحلة التلوين، واضاف عدنان ان رسوماته تنتمي إلى المدرسة الواقعية الحديثة، التي لا تلتزم بالانشائية الكلاسيكية، وتمتاز بسرعة الاداء وضربات الفرشاة والاختزال العالي.
الفنان التشكيلي عمرو الريس / ناشط في حقوق الإنسان ، اسم لوحته ( سعاد بنت ديالى) ولهذه اللوحة حكاية، طرقها على مسامعنا قائلا: عام ٢٠٠٦، ايام العنف الطائفي فقدت المواطنة سعاد ابنها وزوجها واخيها، لذا كدت اسميها (سبية العراق) لكني عدلت عن اختياري،لابتعد عن الرمزية ويكون العنوان مباشر، لم تستسلم سعاد لقسوة الموت، بل اضطرت ان تكون بائعة متجولة في الشوارع والحارات، تبيع علب الماء والمحارم الورقية والحلوى وغيرها، ولكونها ما زالت شابة وجميلة راودها الكثيرون عن نفسها، لكنها أبت واستكبرت وقاومت بشراسة محاولاتهم الفاشلة.
فادية النعيمي رئيسة تجمع فاديا للثقافة والفنون، قالت ان تجمعها يضم فنانين من شتى محافظات العراق، محترفين للفنون التشكيلية، رسم، خزف، نحت، وغيرها، هدفنا نقل صورة الفن العراقي الاصيل في مختلف الفنون التشكيلية ، ولدينا مشاركات دولية ، كالامارات في عاصمتها ابو ظبي، والسعودية في عاصمتها الرياض، اما مشاركاتنا المحلية شملت كلية الفنون الجميلة فرع بابل، سليمانية، قاعة كولبنكيان في بغداد، المجمع العلمي العراقي ، وزارة الثقافة بكافة تشكيلاتها.
عزيز عويد الهلالي/ تدريسي في معهد الفنون الجميلة ، قال: الحركة التشكيلية في العراق لها جذورها الموغلة عميقاً في التاريخ، من سومر واكد وبابل وآشور، ومن ذلك الانتاج الوفير مرورا بكل حقب التاريخ التي مرت وصولا الى تاريخنا الحديث الذي انجب الفنان فائق حسن عام ١٩٣٦، مؤسس الحركة التشكيلية العراقية بنكهة عصرية ملائمة لبيئتنا وتراثنا وفلكلورنا، ومن تلك القامة برعمت اجيال نفتخر ونتباهى بها.
وحول المعرض الحالي لا بد من الاشادة بمقدرة الفنانين المشاركين قي البناء التكنيكي والاعمال المهمة والجميلة لفنانين لهم باع طويل في الحركة التشكيلية العراقية.
دكتور عامر حسن سلمان فنان وطبيب جراح استشاري، تمثل لوحته سوق شعبي يقع مقابل المتحف الوطني في بغداد، اذ يقول يمثل السوق موروث شعبي، نرتبط به بكل ما هو حنين في ذاكرتنا بدءا من ايام الطفولة ومراحل حياتنا، حيث هناك البساطة في عرض البضائع، والأثاث التي تحملها، وكيف يستخدم الغطاء (الچادر) لتظليل المكان وحمايته من اشعة الشمس الحارقة.
واضاف سلمان انه استخدم الالوان المائية لبناء لوحته لانها شفافة واقرب الى اجواء السوق.