فنانون : بابل تجسد هوية العراق الثقافية وإحياء مهرجانها رسالة حضارية للعالم 

التآخي : وكالات 

أشاد فنانون عراقيون بعروض مهرجان بابل الدولي للثقافات والفنون العالمية، والحضور الجماهيري الغفير، مشيرين إلى أن بابل تُجسد هوية العراق الثقافية وإحياء مهرجانها رسالة حضارية للعالم.

وقال الفنان سنان العزاوي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “مهرجان بابل الذي انطلق عام 1986 واستمر حتى عام 2003، توقّف للأسف لفترة طويلة، ما أدى إلى تلاشي الكثير من أهدافه التي كانت تركز على البعد الثقافي والتسويقي لهوية المدينة”، مبينا ان “الفضل في عودته يعود بالدرجة الأساس إلى رئيس المهرجان علي الشلاه، الذي أصر على إحياء المهرجان بدوراته الأولى رغم الإمكانات البسيطة، وكنت في البداية أشكك في إمكانية النجاح، لكن الدورة الأولى أُنجزت، وفي الثانية شاركت بعزف في الهواء الطلق، وفي الدورة الثالثة مثلت في عمل (ثمانية شهور الميلادي)، وهكذا عادت العجلة إلى الدوران”.

وتابع العزاوي، أن “الإصرار على البقاء والحياة يخلق التوازي مع عجلة الحياة، والمهرجان هو أحد تجليات هذا الإصرار”، لافتاً إلى أن “أهمية مهرجان بابل لا تكمن فقط في كونه حدثاً فنياً أو ثقافياً، بل لأنه يُجسد هوية مدينة عريقة ذات إرث حضاري وثقافي غني”.

وأوضح، أن “جمهور بابل يتميز بذائقة رفيعة، إذ اعتاد منذ الثمانينيات على فعاليات مهمة مثل عروض الأوبرا والفلكلور والمسرح والغناء، بمشاركة دول أوروبية عدة، لذلك فهو جمهور يتوق لعودة مهرجان يعيد إليه ذاكرته الجمعية المليئة بالأحداث الثقافية والفنية المتميزة”، موضحا أن “الدورة الحالية من المهرجان ستكون الأفضل مقارنةً بالدورات السابقة، وهو ما يؤكد أن عجلة الحياة تعود دائماً حينما يكون هناك عزم على الاستمرار”.

كما أكد الفنان حسن هادي بدوره لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “مدينة بابل تمثل إرثًا حضاريًا وإنسانيًا عميقًا، يمتد لسبعة آلاف عام، وما زالت حتى اليوم تحمل رسالتها الحضارية إلى العالم من خلال الفن والمهرجانات الثقافية”.

وأضاف، أن “ِشعار كلنا بابليون، يعني أن بابل تمثل هذا الإرث الحقيقي الممتد في عمق التاريخ، الذي علم البشرية كيف تكتب وكيف تؤرشف”، مشيرا إلى أن “القدرة على الأرشفة ليست مجرد تقنية، بل هي فعل حضاري كبير، ولذلك فإن إقامة المهرجانات في بابل هو صوت مدوٍّ يوجه رسالة إلى العالم بأن هذه المدينة العريقة لا تزال مستمرة في عطائها، بما تحمله من قيم إنسانية عظيمة”.

وتابع ان “أبناء بابل وأبناء العراق جميعاً، ومن ضمنهم أحفاد سومر وآشور، يعرفون جيداً قيمة هذه الأرض، ويقدمون للعالم دروساً مستمرة بأننا نعيش ونحب الحياة”، لافتا الى “اننا شعب يحب الحياة بكل تجلياتها، بكل ما تحمله من مآسٍ وآمال، ونطمح دوماً للسلام، ولن نسمح لأي جهة أن تعبث بهذا السلام، لأننا جميعاً أبناء هذه الحضارة… لأننا كلنا بابليون”.

قد يعجبك ايضا