دهوك.. عروس النصر تكتب المجد بحضور مسرور بارزاني وتهدي كوردستان فرحًا لا يُنسى

د. ابراهيم احمد سمو

في ليلة استثنائية، ارتقت مدينة دهوك إلى ذروة الفرح والنصر، لتمنح كوردستان لحظة لا تُنسى، مؤكدة مكانتها كواحدة من أعمدة الرياضة والفرح الكوردي. ليلة جمعت الحلم بالواقع، وتوّجت المدينة بلقب “نادي الخليج” وسط أجواء احتفالية طغت على كل تفاصيل الحياة.

لقد منحتنا دهوك مساءً لا يُنسى، حفرت فيه الفرحة في الذاكرة، وصنعت لحظة وطنية جامعة، لحظة انفجرت فيها المشاعر من كل الجهات، من كل قلب، ومن كل بيت. بدا وكأن المدينة كلها تنبض بقلب واحد، تهتف وتغني وتهلل وتحتضن بعضها البعض.

نعم، كان النصر بطعم الحرية، وبعبق محبة الناس، وكان الفوز مرآة تعكس عراقة هذه المدينة العزيزة التي لطالما كانت منبعًا للفرح وموطنًا للإبداع.

في هذا اليوم الاستثنائي، تحوّلت دهوك إلى لوحة فرح جماعية. لم تنم المدينة، بل ظلّت مضاءة بألوان النصر حتى ساعات الصباح الأولى. امتلأت الشوارع بالمشجعين، واختلطت أصواتهم بزغاريد النسوة وطبول الفرح. الأطفال يركضون بالأعلام، والكبار يتبادلون التهاني، وكأن الجميع شارك في هذا الفوز وساهم في تحقيقه. لقد ذابت كل الفروقات، وتلاشت كل الانتماءات الفرعية، لتتوحد المدينة كلها، ومعها كوردستان، خلف هذا الفريق البطل.

وقد ازدادت الفرحة تألقًا بحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان، السيّد مسرور بارزاني، الذي شارك الجماهير لحظات النشوة والفخر. لم يكن حضوره مجرد بروتوكول سياسي، بل كان تعبيرًا صادقًا عن دعم القيادة للرياضة والشباب، وحرصها على أن تبقى دهوك وجميع مدن كوردستان منارات للسلام والتآخي والنجاح. في تلك اللحظة، شعر الجميع بأن الانتصار لم يكن فقط في الملعب، بل كان أيضًا في وجدان الناس، في تلاحمهم، وفي إيمانهم بأن الرياضة تستطيع أن تجمع ما تفرّقه السياسة أحيانًا.

أما أنا، فوجدت نفسي أعيش هذه اللحظات وكأنني لاعب في الملعب أو مشجع منذ عقود. امتلأ قلبي حماسًا، واغرورقت عيناي بالدموع من شدّة الانفعال. شعرت بأنني وُلدت من جديد مع صافرة النهاية، تلك الصافرة التي أعلنت النصر فأعادت الحياة فينا من جديد. ولو أن دهوك خسرت، لكنت شعرت أن شيئًا من روحي قد انكسر. لكنّ الفوز أنقذنا جميعًا من خيبة، ومنحنا طاقة جديدة نستمر بها في أيامنا.

لم تكن الكلمات كافية، ولم تسعفني العبارات. تلعثم لساني من فرط الفرح، لكنّ قلمي أبى أن يسكت، وراح يكتب بشغف من قلب امتلأ بالفخر، وامتلأت روحه بعرفان الجميل لكل من كان سببًا في هذا النصر.

أرفع قبعتي احترامًا وتقديرًا للجهاز الفني، وللاعبين الأبطال الذين قاتلوا في الملعب بكل ما أوتوا من عزيمة، وللهيئة الإدارية التي نظّمت وساندت وآمنت بهذا الفريق منذ البداية. كما لا أنسى الجمهور الوفي، الذي أثبت أن دهوك ليست مجرد مدينة، بل روح حيّة نابضة بالعزيمة.

لقد وُفّقتم، وكفيتم، ووفيتم. ودهوك، يا عروس النصر، يا مدينة الفرح التي لا تنام، أنتِ فخرنا الدائم، ومصدر اعتزازنا الذي لا ينضب.

قد يعجبك ايضا