أربيل – التآخي
تُعد حلبجة مدينةً تحمل في طيّاتها عبق التاريخ وندبة الألم، ومركزاً ثقافياً وإنسانياً بارزاً في قلب كوردستان. جمالها يتبدّى في كل فصل من فصول السنة، حيث لكل موسم فيها رائحة ومنظر يميزانها عن سائر المدن، وكأن الطبيعة تواسيها بألوانها بعد كل مأساة.
مدينة الثورة والصمود
من الناحية الوطنية، كانت حلبجة ولا تزال رمزاً للمقاومة الكوردية، وقلعةً حصينة في وجه كل احتلال. لم تسلم من الهجمات الوحشية، ودفعت ثمناً باهظاً، إذ قدّمت آلاف الشهداء في سبيل كوردستان. شهدت المدينة ثلاث كوارث كبرى هزّت الوجدان الإنساني: قصف عام 1974، والإبادة الجماعية عام 1987، وأخيراً المجزرة الكيميائية عام 1988 التي خلّدت اسمها في سجلّ المآسي العالمية.
تاريخ التأسيس
تعود بدايات تأسيس حلبجة إلى القرن الثامن عشر الميلادي، وتحديداً في أوائل سنة 1700، حيث تُعتبر عشيرة جاف المؤسسة الأولى لها. وفي عام 1889، أصبحت حلبجة قضاءً في عهد الدولة العثمانية. اليوم، تضم محافظة حلبجة قضاءً واحداً هو مركز المدينة، وتندرج تحته أربع نواحٍ: خورمال، بيارة، بمو، وسيروان.
الموقع الجغرافي
تقع حلبجة في جنوب شرق كوردستان، وتحدّها من الشرق مناطق من شرق كوردستان. تبلغ مساحتها 1,599 كيلومتراً مربعاً، وترتفع 726 متراً عن مستوى سطح البحر. تمتد حدودها مع شرق كوردستان لمسافة 75 كيلومتراً. وهي تُعد أصغر محافظات الإقليم، إذ تشكّل ما نسبته 2.8% فقط من المساحة الكلية لإقليم كوردستان (38,671 كيلومتراً مربعاً).
يشكل سهل شهرزور، أحد أشهر وأخصب سهول كوردستان، جزءاً كبيراً من مساحة المدينة، وتحيط بها سلسلة من الجبال من كل الجهات: جبل شنروي من الشرق، جبال هوارمان من الشمال، سلسلة جبال بالامبو من الجنوب، وبحيرة سيروان من الشمال والغرب.
عدد السكان
قبل الهجوم الكيميائي في عام 1988، لم يتجاوز عدد سكان المدينة 70 ألف نسمة، أما اليوم فقد ارتفع العدد إلى حوالي 145 ألف نسمة، مما يعكس صمود أهلها وعودة الحياة رغم الجراح.
لطالما كانت حلبجة رمزاً للثورة والوطنية، وقلعةً شامخة في وجه الاحتلال. وقد مرّت المدينة بثلاث مآسي كبرى خلّفت أثراً عميقاً في ذاكرتها الجماعية، بدءاً من القصف الجوي عام 1974، مروراً بالإبادة الجماعية في عام 1987، وانتهاءً بالمجزرة الكيميائية المروّعة عام 1988.