السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة

 

ماجد زيدان

في الوقت الذي يعم الاستياء والغضب بين قطاعات واسعة من العراقيين اثر ترديد شعارات قاسية  ومسيئة ضدهم خلال مباراة كرة القدم التي جرت على استاد عمان الدولي بين العراق وفلسطين وتصاعد المطالبات بإلغاء الامتيازات النفطية الممنوحة للأردن وتقييد التجارة مع البلد الشقيق , اعلنت غرفة صناعة عمان خلال العام الحالي

ان العراق احتل المرتبة الثانية كأكبر مستورد لصناعات الأردن بعد أمريكا  بمبلغ 221 مليون دينار اردني , وإن العراق جاء اولاً من بين الدول المستوردة للبضائع التجارية من الأردن خلال العام الماضي 2024  دون ان يلتفت للراي العام الوطني ..

الملاحظ ان الميزان التجاري في صالح بلدان الجوار كلها اذا ما تم استبعاد النفط , وبفارق شاسع وخلل بائن , يعكس تخلف الصناعات والمنتجات العراقية وعدم القدرة على مجاراة التنافس التجاري بأنواعه , وضعف تقديم التسهيلات الاقتصادية للبضائع العراقية مقابل  مستورداته المرتفعة منها التي تبلغ عدة مليارات , والمعاملة بالمثل .

لاشك ان توسيع التبادل التجاري وتطويره مع بلدان المنطقة غاية في الاهمية  وامر مطلوب ويرسى علاقاتها على اسس راسخة يعمقها ويمتنها ويحقق الاستقرار فيما بين شعوبها على الصعد كافة .

ولكن من الاهمية بمكان ان لا يكون العراق بقرة حلوب للاقتصاديات المجاورة , وان يكون الانفتاح متبادل ليس على الصعيد الاقتصادي وانما على الجانب السياسي والاجتماعي وتعزيز اواصر الالفة بين شعوبها والشعب العراقي , وان لا يساء اليه تحت أي ظرف كان, فبإمكان بلدنا ان يؤمن احتياجاته من السوق العالمية ومصادرها المتنوعة ولها استعداد ان تحترم وتراعي مشاعره ومواقفه , فهو في تجارته  يسهم في نموها وتطورها وليس هناك منة من احد عليه .

ان الاقتصاد الوطني واعد وقادر على استيعاب النشاطات الاقتصادية الاجنبية , وتتوفر الامكانيات لشراكات واستثمارات تحقق المنفعة المتبادلة للمتشاركين معه وعلى اساس الاحترام المتبادل وليس الاساءة اليه , ونكرر ليس هناك ما يلزم الحكومة العراقية بالتعامل مع هذه الجهة او تلك , ليس هناك تجارة بالإكراه , بل من البداهة انفتاح السوق العراقية ينبغي ان يجابه بالعرفان من قبل الاخرين وليس الجحود .. لأننا غير مجبرين على علاقات تجارية لا تتسم بحد ادنى من التكافؤ  والمراعاة في المجالات الاخرى او التشجيع على اهانة العراقيين والمعاملة السيئة عندما يكونون في البلدان الاخرى مثلما حدث في الاردن .

الواقع  ان ربط الاقتصاد بحسن العلاقات السياسية والتقدير للعراقيين واحترامهم

وعدم الاساءة اليهم او التمييز في المعاملة ازائهم هذا من مسؤولية الحكومة العراقية

وصلابة موقفها مما يحدث لمواطنيها في الخارج , ولا بد ان يعرف الاخر انه لا تجارة وتعاون اقتصادي طبيعي عندما يساء الى العراقيين .

 

 

 

قد يعجبك ايضا