بحضور رسمي وشعبي واسع .. كرميان تحيي الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال 

 

أربيل – التآخي

أحيت إدارة كرميان، في إقليم كوردستان، امس الاثنين، الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال، بإقامة مراسم مهيبة حضرها جمع غفير من المسؤولين الحكوميين وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى عدد كبير من ذوي الضحايا والمواطنين.

وجاءت هذه المراسم، بهدف تجديد العهد بعدم نسيان هذه الفاجعة الأليمة التي ما تزال جراحها مفتوحة رغم مرور عقود طويلة عليها.

وبدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأنفال، أعقبها إلقاء كلمات مؤثرة من قبل المسؤولين والحضور، حيث أكدوا جميعًا على أهمية استذكار هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام البعثي بحق أبناء الشعب الكوردي، مبينين أن ما جرى كان محاولة لطمس هوية شعب بأكمله عبر حملات تطهير عرقي منظمة أودت بحياة الآلاف من الأبرياء.

والقيت عدة كلمات بهذه المناسبة التي شددت جميعها على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق العدالة الكاملة لضحايا الأنفال وعائلاتهم.

وطالب ذوو الضحايا، خلال الفعالية بصرف تعويضات مالية كاملة للعائلات المتضررة، بالإضافة إلى توفير تعويضات معنوية شاملة تضمن الاعتراف بما تعرضوا له من معاناة، مع توفير الرعاية الصحية المناسبة لهم، وتأمين خدمات تعليمية وسكنية لائقة تساهم في تحسين ظروف حياتهم.

كما شدد الأهالي، على مطلبهم الحاسم بالاعتراف الرسمي والدولي بحملات الأنفال كجريمة إبادة جماعية، وهو الاعتراف الذي من شأنه أن يضمن الحقوق القانونية لذوي الضحايا، ويشكل رادعًا حقيقيًا أمام تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.

ولم يغفل ذوو الضحايا خلال مطالبهم ضرورة استعادة رفات ضحايا الأنفال من المقابر الجماعية المنتشرة في أنحاء العراق، والعمل على إعادة دفنهم بطريقة تليق بتضحياتهم، مؤكدين أن استمرار وجود رفات أحبائهم في أماكن مجهولة يمثل جرحًا مفتوحًا لا يمكن أن يندمل دون استردادهم ودفنهم وفقاً للتقاليد والأعراف.

وبدأت عمليات الأنفال سنة 1987 واستمرت حتى 1988، في حملة منظمة هدفت إلى إبادة القرى الكوردية وتهجير سكانها، وقد سُميت بالأنفال نسبةً إلى سورة قرآنية استُخدمت زورًا لتبرير القتل والدمار.

وشملت العملية ثماني مراحل عسكرية متتالية، بدأت من مناطق كرميان وقرة داغ، وامتدت إلى بادينان والمناطق الحدودية. استخدم النظام فيها القصف الجوي، الأسلحة الكيماوية، الإعدامات الجماعية، وتدمير أكثر من أربعة آلاف قرية كوردية عن بكرة أبيها.

وأسفرت الأنفال عن استشهاد أكثر من 182 ألف مواطن كوردي، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، كما تم دفن الآلاف منهم في مقابر جماعية لا تزال شواهدها تروي للأجيال القادمة حجم المأساة.

ولم تكن الأنفال مجرد حملة عسكرية، بل كانت محاولة لاقتلاع الإنسان الكوردي من أرضه وهويته، ومع ذلك، بقيت إرادة الحياة والكرامة أقوى من بطش الطغاة.

قد يعجبك ايضا