جريمة الأنفال ومسؤولية الحكومة الإتحادية

رئيس التحرير
في الذكرى السابعة والثلاثين،لأرتكاب اكبر جريمة ابادة جماعية على يد نظام البعث ضد الشعب الكوردي الأعزل،نستذكر بدايتها التي كانت عبارة عن سياسة ممنهجة ومدروسة لزهق الأرواح ،حيث بدأ النظام في عام 1976 باخلاء القرى الكوردية من سكانها وحرقها وتدميرها وجرف بساتين المواطنين، ابتداءً من مناطق بدرة و زرباطية ومندلي وخانقين وكلار ،صعودًا الى آلاف القرى في محافظات كركوك والسليمانية واربيل ودهوك والتي وصلت اعدادها اكثر من (4500) قرية ،وابعاد سكانها عنوة نحو المناطق الصحراوية الجنوبية،في ظروف معيشية بالغة الصعوبة.
كما قام النظام بقطع وحرق الغابات المكتضة باشجار الجوز واللوز واشجار الظل وطمر ينابيع المياه في الجبال والوديان بمادة الكونكريت المسلح ، وحرق وتدميركل ما له صلة بديمومة الحياة البشرية، لتغدوا المنطقة خالية من السكان تمامًا.
لم يكتف النظام بهذه الجريمة المروعة، بل تجاوز جميع القيم والمبادئ الأنسانية السامية،وشرف الخصومة والعداء، حينما داهم القرى والقصبات الآمنة على امتداد مناطق كوردستان، واعتقل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب من دون رحمة واقتادهم الى المعتقلات والمعسكرات الرهيبة، ومن ثم قتلهم بشكل جماعي اما رميًا بالرصاص او دفنهم احياء في مقابر جماعية فاقت بشاعتها مقابر النازية بكثير.
راح ضحية تلك الجريمة البشعة اكثر من (000/180) الف مواطن كوردي بريء لا ذنب لهم سوى ان الله خلقهم من قومية كوردية، ويرغبون العيش على ارضهم بسلام الى جانب الشعوب والقوميات الأخرى في المنطقة بوئام،لكن النظام سرق هذا الحلم الإنساني من هذه المجموعة البشرية المسالمة، التي تعرضت للقتل والدمار على مدى اكثر من قرن.
وبهذه المناسبة المؤلمة، نناشد شعوب العالم والأحرار ، واصحاب الضمائر الحية، في كل مكان، العمل معًا من اجل عدم تكرار تلك الكوارث والمآسي ضد أي مجموعة بشرية على سطح الكرة الأرضية، لان الله خلق الأنسان ليعيشوا بكرامة مع الآخرين بمحبة واخاء.
كما نستثمر ذكرى تلك الايام العصيبة والمخيفة لنطالب الحكومة العراقية بما يأتي :
1-تقديم اعتذار رسمي لشعب كوردستان،بوصفها وريثة سلطة النظام الدكتاتوري في البلاد،فضلا عن ان الجريمة ارتكبت في وضح النهار وعلى يد اجهزة عسكرية وامنية رسمية تابعة للدولة العراقية وتحمل رايات العراق.
2- العمل الجاد من اجل البحث عن رفاة عشرات الآلاف من الضحايا الذين مايزالون جثثًا هامدة تحت الأرض، في المقابر الجماعية التي لم تُكتَشَفْ بعد.
3-وضع برامج وخطط لذوي الضحايا الذين تعرضوا لأشد واقسى انواع الضغط النفسي،ومايزالون يعانون من آثارها النفسية والجسدية.
4-التعويض المادي والمعنوي لذوي الضحايا، الذي يعد واجبًا قانونيًا و وطنيًا وانسانيًا يقع على عاتق الحكومة العراقية.
5-وضع منهج خاص بعمليات الإبادة الجماعية في المدارس والجامعات،واقامة الندوات والمؤتمرات بهذا الصدد في داخل وخارج العراق،واعداد البحوث والدراسات بشأن تلك الجريمة البشعة،للحيلولة دون تكرارها في المستقبل.
6-محاربة جميع الأفكار العنصرية والشوفينية والمتطرفة ،ونبذ الكراهية التي ارتفعت وتيرتها بعد سقوط النظام الدكتاتوري بشكل مخيف،ادى الى اندلاع حرب اهلية،راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، على الهويتين القومية والطائفية بشكل مرعب.
قد يعجبك ايضا