محمد رمضان الحميداوي
يؤرخني الليل
ويكتب سيرتي
وأنا أقتنص من خيالاتي عطرك النرجسي
وأطوف حواليك وأتضرع بالدعاء
تستهويني غواية الشيطان
حينما تكون الشمس
في سباتها وهي مطوية بثيابها
أمنحيني كلك وأحتشدي بتفاصيلي
وأغلقي نافذتي
التي تطل على الأرض البعيدة
من عينيك تدب الروح بالجماد عندما تلحظه
وتملأ أقداح سهرتنا
بندى طفولتك الفوضوية
حين أنظر أليك
أشاهد جنة أدم التي خسرها
زاخرة على جفنيك
ويقطر خمر أنهارها الباردة
لتستسقي منها كل شوارعي العطشى
سأعلنك عاصمتي
وأنشر كل خوابي الروح على مسامع الناس
ونستتر في بيادر الضوء
ونتهيأ لأقامة شعائر العناق
فبأية لغة أتحدث
كل اللغات أثملها البوح
وهي تستجير العيون أن تنوب عنها
لتحل لحظة الخشوع
عندما ألمس شعرك البربري دونما صوت
وأستسقي من عينيك كأسي الأبدي
لتعرج الروح ألى عوالمك الغارقة في ضراوة
الليل
وأنا أتشبث بيدك
لأرسوا في سواحلك شيئا فشيئا
وأنقش أسمي على أرصفة محطاتك العصية
لتشرب من وجهي كل أنهارك زلالها
وأقتنص ذلك الدفء المحبب
ونحن متشحين بأصداء بهجتنا
لنكتب صفحة أخرى
وانت تنشرين الضياء
حول خصر ليلتنا
وكأنك كاهنة أغريقية تحترق الظلماء
على أعتاب ضفافها .
لنتبادل الكؤؤس
ونشد وثاقنا
ونغيب في معارج الصمت
لاشئ مؤجل
ولن تخبو الشموع مرة أخرى
لنعيش ضوؤنا الأبدي
عندما تعتق الشفاه