حرية التعبير

 

ميس القضاة

ان التحدث عن حرية التعبير عن الرأي قديم جديد فلقد شُغلَ العلماء والفلاسفة والمفكرين و الكتّاب بهذا الموضوع عبر الأزمان ، فالدعوة إلى التعبير عن الرأي أمر جذّاب لكافة الأفراد وعلى كل المستويات .

وفي القاموس فإن الحرية من حرّي الشيء إلى خيار كل شيء والحرية الفعل الحسن وهي في أصل اللغة تعني الشرف والكرامة والاستقامة وفعل الخير والعطاء الكثير والمرونة والخدمة النبيلة .

كما أن الحرية اصطلاحا هي أن للإنسان أن يختار ما يشاء من سلوك او قول أو فعل أو اعتقاد دون ان يرهب أحدا من الخلق أو يتأثر بضغط أو يمارس عليه اكراه طالما أن تصرفه ضمن قواعد وضوابط تحقق النبل والارتقاء وتعود بالنفع على الفرد و المجتمع .

أما في  ما نراه واقعاً فهو  ارتكاب الفوضى باسم الحرية، فالحرية لم تكن يوماً بالتجاوز والخروج عن كل نظام ولم تكن يوما بإيجاز الشتم والتجريح وإيذاء الآمنين وانتشار الفوضى والجرأة باسم الحرية التي لم تكن يوماً بتحول الاحتجاجات السلمية إلى اضرار بالممتلكات العامة الى الحرق والهدم ولا بخلق الفوضى وبث  الذعر في المنطقة والاعتداء والاساءة إلى احد .

إن كل هذه السلوكيات ما هي الا تعدّ صارخ على مفهوم الحرية من فعل الحسن إلى عكسه و من الخير إلى الشر ومن النفع إلى الضر وكما نلاحظ ان الضابط لحركة الحرية هو مدى سيطرة الانسان على اهوائه وسلوكه وتصرفاته إذن فالحرية ليست ممارسة جامحه غير مضبوطة بل هي معطى يقبل الحوار وهي تابعة لخيار الانسان الذي يتيح له بأن يفعل أو لا يفعل، بأن يغامر أو لا يغامر .

وبين التعقل و ضبط  مفهوم الحرية اعتبارات عامة تستدعي من الجميع التعامل معها في حدود المعقول وافساح المجال لها لدى الآخرين حيث أن الحرية تنتهي عند بدء حرية الآخرين أو تنتهي باعتبارات خاصة يتطلب ضبطها بقواعد النظام العام والآداب والقيم .

وما يجب علينا حقا هو تصحيح هذا الشذوذ الفكري المتورط بالخطأ والسلوك العملي المؤذن بالخراب، الحرية شيء رائع ، رائع تشعر أنك حر حرُ ما لم تضر لا ظالما تخاف منه ولا ارادة ممنوعة وبالطبع كل ذلك بالضوابط المنصوص عليها ، بالحرية نتنفس ، نبدع ونتكلم ، ونعبر عما نريد  ولذا كان افتقاد الحرية  افتقادا لكل هذا ، فالدول لزاما ان تكون لديها حرية والا ما تحركت ولا تقدمت .

قد يعجبك ايضا