أربيل – التآخي
أفادت مصادر أمنية، أن “المهندس بشير خالد” فارق الحياة امس الاثنين عند الساعة السادسة فجراً ، في مستشفى ببغداد.
وفقاً للأنباء المتداولة، تعرض المهندس بشير لـ”فشل كلوي”، فارق الحياة على اثره.
وكانت وزارة الداخلية العراقية، أصدرت السبت 5 نيسان 2025، إيضاحاً خلال مقطع مصور، بشأن تفاصيل الاعتداء على المهندس بشير خالد لطيف وكيفية الاعتداء عليه.
وقالت الوزارة في إيضاحها إنه “شرطة النجدة علمت بوجود مشاجرة في مجمع الأيادي السكني في منطقة العامرية ببغداد، وبعد تسلّل المواطن بشير خالد لطيف من خلال السياج والتوجّه إلى شقة مدير الرواتب والأمور المالية التابع إلى قيادة قوات الشرطة الاتحادية، وقعت المشاجرة”.
وفقاً للداخلية، “أثناء تواجد لطيف في الموقف، حدثت مشاجرة بينه وبين بعض الموقوفين، وتعرض خلالها للضرب المبرح، حيث جرى نقله إلى المستشفى لتدهور حالته الصحية”.
وأضافت: “تم تدوين أقوال 6 من الموقوفين، واعترفوا بقيامهم بالتعدي على بشير خالد بالضرب المبرح”، مشيرة إلى أن “اللجنة التحقيقية بكشف ملابسات الموضوع أدانت حرّاس الموقف لعدم سيطرتهم على الموقوفين حال وقوع الاعتداء، وتشكّلت بحقهم مجالس تحقيقية وكذلك مجلس تحقيقي بحق المشتكي (مدير الرواتب) لتجاوز حدود وصلاحيات وظيفته”.
وتابعت: “تمت إحالة مجريات التحقيق القضائية إلى مكافحة الإجرام بهدف التعمق بالتحقيق”.
يذكر أنه في وقت سابق من اليوم نفسه، دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، إلى تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق بشأن الاعتداء على المهندس بشير خالد لطيف في مدينة بغداد.
ووجّه المندلاوي، خلال بيان، لجنة الأمن والدفاع النيابية، بـ”تشكيل لجنة فرعية عاجلة لتقصي الحقائق بشأن حادث الاعتداء الذي تعرض له المواطن العراقي (المهندس بشير خالد لطيف)، بعد توقيفه من قبل جهات أمنية، ووقوع انتهاكات بحقه خلال احتجازه قبل أيام، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لنائب رئيس البرلمان”.
وأضاف البيان، أن “السلطة التشريعية، ممثلة بمجلس النواب، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تجاوز على المواطنين أو إساءة استغلال السلطة من قبل بعض العاملين في مؤسسات الدولة”، مشدداً على أن “مجلس النواب سيظل صوت الشعب وسلطته التي تراقب وتحاسب من ينحرف عن المسار القانوني والأخلاقي”.
وقال المندلاوي إن “ما حدث للمواطن بشير لطيف هو مؤشر خطير على وجود ثغرات تتطلب المعالجة العاجلة، فالدولة لا تُبنى على استقواء أفراد بمناصبهم، الفرد العراقي فوق كل اعتبار، وكل من يتولى مسؤولية بمؤسسات الدولة هو في خدمة المواطن لا العكس”.
وأوضح المندلاوي أن “اللجنة الفرعية التي ستنبثق عن لجنة الأمن والدفاع ستعمل على جمع الأدلّة والاستماع إلى كافة الأطراف ذات العلاقة وتقديم تقرير مفصل لرئاسة مجلس النواب خلال فترة زمنية محددة، بهدف اتخاذ الإجراءات التشريعية والرقابية اللازمة بحق كل من يثبت تورطه في التجاوزات”.
وأثار تعرض المهندس بشير خالد للتعذيب الشديد بعد اعتقاله من قبل الشرطة الاتحادية في بغداد، موجة غضب واسعة، خاصة بعد نقله إلى العناية المركزة نتيجة نزيف حاد.
ورقد بشير خالد في المستشفى تحت المراقبة الطبية المشددة، بينما تطالب عائلته السلطات العراقية بالتدخل الفوري لمحاسبة المتسببين في تعذيبه وضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات.
من جانبها، أدانت نقابة المهندسين العراقيين الحادثة بشدة، ووصفتها بأنها “جريمة خطيرة”، مؤكدة أن ما حدث يكشف عن بيئة غير آمنة يعيش فيها المهنيون والمواطنون العراقيون عمومًا. وطالبت النقابة بفتح تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
تتزايد الدعوات من مختلف الجهات الحقوقية والمدنية لإجراء تحقيق عاجل وضمان عدم الإفلات من العقاب، في ظل تصاعد المخاوف من تكرار مثل هذه الانتهاكات ضد المواطنين الأبرياء.