تحديث سجل الناخبين: ضمان لمشاركة فاعلة للكُرد الفيليين في الانتخابات المقبلة

عباس عبد شاهين

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قبل أيام عن فتح باب تحديث سجل الناخبين في عموم محافظات العراق وهي خطوة تمهيدية للانتخابات المقبلة تستمر لمدة شهر وقد خصصت أكثر من ألف مركز انتخابي لاستقبال الناخبين الراغبين بتحديث بياناتهم البايومترية وتعد هذه الخطوة أساسية في ترسيخ مبدأ الديمقراطية وتعزيز المعنى الحقيقي للانتقال السلمي للسلطة بعيداً عن أي احتكار أو استئثار او دكتاتورية بالقرار السياسي وفي هذا السياق كانت لنا زيارة لإحدى المراكز في جانب الرصافة ولاحظنا أن الإجراءات كانت ميسرة حيث استُكملت عملية التحديث خلال دقائق باستخدام المفوضية لأجهزة ذات مواصفات تقنية جيدة مما يؤكد سلاسة العملية وأهميتها في ضمان إدلاء الناخب بصوته بوثيقة رسمية معتمدة يوم الاقتراع.
ان تحديث سجل الناخبين ليس مجرد إجراء إداري بل هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع العراقيين لاسيما أهلنا من الكُرد الفيليين الذين يجب أن يكون لهم صوت مؤثر في رسم الخارطة السياسية المقبلة فالانتخابات تمثل أداة فعالة لتحديد مستقبل أبناء هذا الوطن واختيار من هو الأجدر بتمثيلهم والدفاع عن حقوقهم لذا من الضروري أن تعمل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والناشطون والمؤسسات الاعلامية والجهات ذات العلاقة على تنظيم حملات توعوية لحث العوائل الكُردية الفيلية على تحديث سجلهم الانتخابي والتأكيد على أهمية المشاركة وعدم المقاطعة او العزوف عنها وفي هذا الإطار لا بد من دعم الشخصيات الكفوءة التي تحمل هموم أهلها الفيلية وتناضل من أجل قضيتنا العادلة.
وبحسب إحصائية المفوضية يحق لـ 29 مليون ناخب التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة من بينهم أكثر من مليون ناخب من مواليد 2007 الذين سيشاركون لأول مرة في العملية الانتخابية وهنا تبرز مسؤولية العوائل الفيلية في توعية شبابنا اليافعين بأهمية التحديث والمشاركة الفاعلة لأن هذه الخطوة تفتح أمامهم آفاق الإصلاح نحو الأحسن وتغيير الواقع من خلال انتخابهم الافضل لقضيتهم المصيرية.
لقد أثبتت التجارب في الدول المتقدمة أن صناديق الاقتراع هي السبيل الأمثل لضمان الحقوق بعيداً عن ويلات الحروب والصراعات، عندما وضعت هذه الدول صندوق الانتخابات حكماً بينها لحل خلافاتها واليوم يجد الكُرد الفيليين أنفسهم أمام فرصة تاريخية لتعزيز حضورهم السياسي في البرلمان والمطالبة بحقوقهم المشروعة وذلك من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات لذلك فإن تحديث سجل الناخبين هو الخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل وفرصة لا ينبغي تفويتها لضمان تمثيل حقيقي يعبر عن تطلعاتهم وآمالهم، فليكن صوتنا الكُردي الفيلي هذه المرة في الانتخابات واحداً قوياً من أجل الأجيال القادمة وهذا ما نتمناه في ظل خارطة سياسية تواكب المتغيرات في الشرق الأوسط وتضمن حقوقنا.

قد يعجبك ايضا