الاسواق التعاونية ” هايبر ماركت “

ماجد زيدان

رغم مرور اكثر من عشرين عاما على تفكيك الاسواق التعاونية والمركزية  والتخلص منها واعتبارها فاشلة وليست تجارة  ناجحة وتحميلها ما لا تتحمله, وهو في الجوهر هجوم على قطاع الدولة والتعاوني , الا ان العودة اليها في الفترة الاخيرة كانت موضع ترحيب ورضى الناس للخلاص من غلاء الاسعار وجشع التجار وايضا كإحدى الوسائل لضبط السوق وتمكين المواطنين من اشباع بعض حاجاتهم .

لقد أكدت وزارة التجارة ان هذا العام سيشهد  في جميع المحافظات افتتاح هايبر ماركت واحد او اكثر، فيما بينت ان الخطة الخمسية ستضمن فتح 150 متجرا منها ,  وخلال هذا العام سيتم فتح 23 موقعا.

وهذا يشكل دلالة على ان البداية تبشر بالخير ومرغوبة لدى الناس الذين يتبضعون من هذه المراكز التسويقية بكثافة , ليس بأوقات المناسبات وانما في كل الاوقات تشهد اقبالا كبيرا شكل عنصر توازن في الاسواق , خصوصا في المناطق التي استحدثت فيها هذه المراكز , مما يحفز على الافتتاح المزيد منها بأسرع وقت  وتطويرها والعناية بتوزيعها الجغرافي لتكون قريبة من الاحياء الشعبية وقاطنيها وهم الاكثر حاجة اليها للتخفيف من الاعباء الاقتصادية التي يتحملونها جراء الارتفاع في الاسعار للسلع الاستهلاكية الضرورية للحياة اليومية .

البلاد تملك تجربة متنوعة ومتعددة مع هذه الاسواق التسويقية ولفترات مختلفة من ” اورزدي باك ” والاجهزة الدقيقة الى الاسواق المركزية التي لاتزال بناياتها شاخصة الى الان وجميعها كانت تسد حاجة ضرورية , ويمكن ان تكون الخبرة المتراكمة عاملا للنهوض بهذه  المراكز وتطويرها لما ينفع المتسوقون منها وادامتها .

وبالمناسبة قطاع الدولة يشكل نسبة لا يستهان بها من الاقتصاد الوطني حتى في الدول المتطورة , ناهيك عن البلدان النامية , ولجات اليه الدول لتحقيق الاستقرار في الاسعار وتوفير السلع لأوسع فئات المجتمع بما يتناسب مع مداخيلها .

كما ان هذه النافذة توفر الدعم للمنتج المحلي والمساعدة في تسويقه , الى جانب توفير فرص عمل مضمونة لمواطنين يسعون للعمل في قطاع الدولة والتعاوني تحت رعاية القوانين الثابتة والامان الوظيفي  .

من المفيد ولزيادة التأثير في الاستقرار السعري التفكير, ايضا, في اعادة العمل في الجمعيات التعاونية الاستهلاكية  للقطاعات المهنية ,لاسيما في المدن والمجمعات السكنية الجديدة , وهي من الوسائل الناجحة في التسويق وتقديم الخدمات .

ان  اسواق ” هايبر ماركت ” ينبغي ان تكون تحت الملاحظة والرقابة الدائمة والاستماع الى اراء الناس في تطويرها وتنميتها ومواكبتها لمتطلبات الرغبات الاستهلاكية كي تحقق اهدافها وتستمر في عملها وجذب المزيد من الزبائن اليها..