أسمر / رحلة سندبادية كوردية داراوية ( رفعت داري )

ماهين شيخاني

أسمر:
ربما أغواني تلك البشرة السمراء أو تلك الرحلة المميزة لعاشق يبحث عن حبيبته .ﻻ أدري سر تعلقي وشغفي وأنا استمع لعشرات المرات لهذه الأغنية القصصية والتي تكاد تصل بذروتها لملاحم العشق ، جعلني احزم امتعتي ممتعاً بسرد حكاية ولهه بتلك الحسناء والسير معه في رحلة البحث في سراديب التوه والتوق ، راجلاً -راكبا- أمواج الهيام ، متنقلاً معه من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى اخرى ..
بين الجبال والحقول
بين الصفار والكهول
بين الوديان والتلول
بين الضياء والافول. .؟.
كان الاستماع لحديثه ممتعاً لذيذا ، فكيف لو سر لنا عن مكنونات قلبه والولوج إلى عالمه المخملي الخاص ، خياله ، اوجاعه ، احاسيسه المتوهجة والتي تنبض من قلب كبير، أسره حبه الوحيد /اسمري/ ربما اسمري هي كوردستان الممتدة على خريطة قلبه الشاسع …؟. بحدود جغرافيتها ، حيث رسمها بمداد عرقه وشقاءه أثناء الترحال والتجوال في المآتم والاعراس ..
يخال أحيانا للمرء وكأنه دليل سياحي يدلنا على أجمل وامتع المناظر وأحياناً يرجعنا إلى العهود التاريخية والأزمنة الغابرة ، حيث ينقلنا إلى الأماكن المميزة وإلى فضاءات شاسعة كتلك البقعة على جغرافية قلبه. .يلون المساحات كفنان مبدع يعرف كيف يستعمل اللون والريش فيرسم لنا أدق التفاصيل عن آمد وكأننا في أعلى قمة على القلعة السوداء ثم ينقلنا الى ضريح شيخ سعيد بيران ويجعلنا نذرف بالقرب من المشانق …ويسير بنا إلى جزيرة بوطان ف قبر مم وزين وإلى مهاباد وسنندج ليعرج بنا إلى هولير والسليمانية وينزل من نصيبين الى قامشلو إلى العشائر والبطون وينهي مشواره ومشواري لدى سماع احتفال عرس كبير يلتقي عيونه بتلك العيون الحوراء في مدينة عامودا ..ومن ثم يودعني بقبلة على الجبين ويعتذر مني لعدم إمكانية التحرك ، فالحبيبة في العرس واللقاء بات قاب قوسين وادنى..

قد يعجبك ايضا