صادق الازرقي
في العاشر من آذار الجاري كشفت وزارة الموارد المائية، أن الأمطار الأخيرة زادت الخزين المائي وأنعشت أهوار الجنوب، مشيرة الى أن هذه الخطوة تسهم في تعزيز الاحتياطيات المائية وتأمين الإمدادات.
وقالت الوزارة في بيان إن “الأمطار التي تساقطت على البلاد خلال الأيام الماضية، تم تخزينها في منظومات السيطرة الخزنية، مما أدى إلى تحقيق زيادة ملحوظة في المخزون المائي بلغت 200مليون م3 توزعت مناصفة بين السدود والخزانات وخزان بحيرة الثرثار”.
وأوضحت أن الأمطار أمنت رية كاملة للأراضي الزراعية كافة والمحاصيل وحتى البساتين، كما أنتعش الخزين المائي في مناطق الأهوار بشكل واضح كالچبايش والأهوار الوسطى ومنطقة أبو خصاف في هور الحويزة، لافتة الى أن “هذا الإجراء جاء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز إدارة الموارد المائية وضمان استدامتها، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تواجهها البلاد”.
ان استغلال السدود والخزانات لخزن مياه الأمطار يعدّ أحد الحلول الفعالة لمواجهة شح المياه وتحقيق الأمن المائي، بخاصة في المناطق التي تعاني من قلة الموارد المائية أو التغيرات المناخية؛ ويمكن استغلال السدود والخزانات بعدة طرق لتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار، منها، تخزين المياه لموسم الجفاف، اذ تساعد السدود والخزانات على تخزين كميات كبيرة من مياه الأمطار التي يمكن استعمالها في مراحل الجفاف، مما يضمن توفر المياه للشرب والري والاستعمالات الصناعية.
وعند تصميم السدود والخزانات بشكل جيد، يمكنها التقليل من خطر الفيضانات عن طريق امتصاص كميات كبيرة من مياه الأمطار وتحريرها تدريجياً، مما يحمي المناطق السكنية والزراعية من الأضرار.
ويمكن استعمال المياه المخزنة في السدود والخزانات لري الأراضي الزراعية، مما يساعد على تحسين الإنتاج الزراعي وزيادة المساحات المزروعة، لا سيما في المناطق الجافة.
وفي بعض الحالات، يمكن استغلال المياه المخزنة في تشغيل التوربينات لتوليد الطاقة الكهرومائية، مما يسهم في تأمين مصدر نظيف ومستدام للطاقة، و يمكن استعمال السدود والخزانات في تغذية المياه الجوفية عن طريق السماح بتسرب المياه ببطء إلى الطبقات الجوفية، مما يساعد في الحفاظ على مستوى المياه الجوفية ويقلل من مخاطر نضوبها.
كما يمكن تنقية المياه المخزنة في الخزانات والسدود لاستعمالها في الشرب، بخاصة في المناطق التي تعاني من نقص في المياه الصالحة للاستهلاك البشري.
اما التحديات التي تواجه استغلال السدود والخزانات، فتشمل فقدان كميات كبيرة من المياه بسبب التبخر في المناطق الحارة، وان ترسب الطمي والرسوبيات في قاع السدود يقلل من سعتها التخزينية، كما ان بناء وصيانة السدود يتطلب استثمارات كبيرة، وهذا ممكن توفيره قياسا الى أوضاع العراق المالية الجيدة.
و قد تؤثر السدود على البيئة المحلية والنظام البيئي المحيط بها، ولمعالجة التحديات يلجأ الى استراتيجيات تحسين كفاءة استغلال السدود والخزانات، باستعمال تقنيات حديثة لتقليل التبخر، مثل تغطية المسطحات المائية بأغطية عائمة، و تنفيذ برامج دورية لإزالة الرواسب والطمي للحفاظ على سعة التخزين، و تطوير أنظمة إدارة ذكية لتوزيع المياه وفق الحاجة وتجنب الهدر.
بهذه الطريقة، يمكن أن تسهم السدود والخزانات في تحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة في كثير من الدول، بخاصة تلك التي تعاني من تحديات مائية كبيرة، ومنها العراق.