نوروز كولن احتفالية كوردستانية كبرى

الشيخ ملو الشيخ حسن

في أجواء مفعمة بالحماس والفرح، اجتمع أكثر من 120 الف من أبناء الجالية الكوردستانية في مدينة كولن الألمانية، يوم الثاني والعشرين من مارس/ آذار 2025، للاحتفال بعيد نوروز، في مناسبة جسدت عمق الانتماء والارتباط بالتراث الكوردي. وكان الاحتفال فرصة للتأكيد على قيم الوحدة والحرية، حيث توافد المشاركون من مختلف المناطق، مرتدين الأزياء الكوردية الزاهية، وحاملين أعلام كوردستان، وسط أجواء تنبض بالحياة والحماسة القومية المتوهجة.

تم تنظيم الحدث بإشراف ميداني مباشر من السيد شيفا بارزاني، الذي حرص على توفير المستلزمات الأساسية لضمان راحة الحضور. لم يكن التنظيم مقتصرًا على الجوانب اللوجستية فحسب، بل شمل أيضًا ترتيب فقرات غنية بالمحتوى الفني والثقافي، تعكس هوية نوروز كرمز للمقاومة والأمل.

بدأت الاحتفالية بكلمة للسيد شيفا بارزاني، أكد فيها على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات للحفاظ على التراث الكوردي وتعزيز الروابط بين أبناء الجالية في المهجر. تحدث عن نوروز كعيد يتجاوز كونه مجرد مناسبة احتفالية، بل هو جزء من الذاكرة الجماعية للشعب الكوردستاني ، يرمز إلى تجدد الحياة والنضال ضد الظلم.

لم يقتصر الحدث على الكلمات الرسمية، بل شمل عروضًا موسيقية ورقصات شعبية أحياها فنانون أضفوا على الأجواء طابعًا مميزًا. شارك الحاضرون بحماس في الدبكات الكوردية، التي عكست روح الجماعة والانسجام. الأطفال، ببراءتهم وأزيائهم المزركشة، أضفوا لمسة خاصة على المشهد، معبرين عن فرحتهم بتراث أجدادهم.

عبر المشاركون عن سعادتهم بهذه الفعالية، معتبرين أنها فرصة لا تعوض للالتقاء وتبادل الذكريات، وإحياء تقاليدهم رغم الغربة. كانت الاحتفالية رسالة واضحة بأن الكوردستانيون، رغم المسافات والظروف، لا يزالون متمسكين بهويتهم، وينقلونها للأجيال القادمة بروح من الفخر والاعتزاز.

مع اقتراب ختام الحفل، اجتمع الجميع حول شعلة نوروز المشتعلة، في لحظة حملت دلالات عميقة عن استمرار النضال من أجل الحرية والكرامة. تبادل الحاضرون التهاني، وتعاهدوا على أن تبقى هذه المناسبة حاضرة في كل عام، كتقليد يجمعهم ويوحدهم، أينما كانوا.

نوروز هذا العام في مدينة كولن الالمانية لم يكن مجرد احتفال عابر، بل كان رمزًا لصمود أمة ونقطة اجماع الكورد من اجزائها الأربعة ورسالة واضحة إلى الذين يريدون ان ينكروا وجود هذا الشعب العريق ووالذي يعبر عن ذاتها رغم كل الظروف، ويؤكد أن جذوره  ضاربة في التاريخ، لا يمكن اقتلاعها.