القيثارة السومرية العراقية الأقدم في التاريخ

 

سالم بخشي المندلاوي

القيثارة السومرية، يُطلق عليها أيضاً اسم قيثارة أور، أو قيثارة سومر، هي عبارة عن أداة موسيقية وترية، تُصنف الأقدم في التاريخ، حيث تم اكتشافها عام 1929 من قبل الباحث البريطاني ليونارد وولي، والذي عثر عليها في مقبرة أور الأثرية الموجودة في الجزء الجنوبي من العراق، واليوم تُصنف من أهم الاكتشافات الأثرية في العراق.

اكتشاف القيثارة السومرية

تم العثور على ثلاث قيثارات في مقبرة أور الأثرية خلال عملية التنقيب ما بين الأعوام 1922-1934، وإحدى هذه القيثارات كانت تعود إلى حوالي 4500 قبل الميلاد، وكان تشمل على رأس ثور، وتشير هذه القيثارات إلى قيمة الموسيقى العالية التي كانت في بلاد الرافدين، حيث كانت تستخدم في إنشاد التراتيل، كما تم العثور على مجموعة من جثث النساء اللواتي يحملن بأيديهن بقايا أوتار قيثارات من قبل ليونارد وولي، إلى جانب العثور على قطع ذهبية وفضية عليها.

موقع اكتشاف القيثارة السومرية

تم العثور على القيثارة السومرية عام 1929 في أور جنوب بلاد الرافدين، وتحديداً داخل مقبرة الملكة شبعاد، وحالياَ هي محفوظة في متحف الآثار العراقي الموجود في بغداد داخل قاعة السومريات.

مكونات القيثارة السومرية

تتكوّن القيثارة السومرية من صندوق صوتي يبلغ طوله من الأسفل 65سم، وسمكه 8سم، وارتفاعه 33سم، وهو مصنوع من خشب الأرز، ويضم ساقين من خشب يتجهان نحو الأعلى، وتغلفهما شرائط ذهبية، وعليهما أشكال مثلثة من الأحجار الملونة، وفي نهاية قمتيهما يوجد حامل الأوتار، وهو عبارة عن أنبوب مصنوع من خشب، مدور الشكل، يبلغ طوله متر و37سم، وتطغي الفضة نصفه الأمامي.

تحتوي القيثارة السومرية على 11 وتر مثبتين نحو الأعلى منها بمسامير ذهبية الرؤوس، بينما يغطيها الصدف والذهب بالكامل، أما في المقدمة: يوجد رأس عجل من الذهب.

سبب وجود رأس ثور في القيثارة السومرية

اختلفت الآراء حول سبب اختيار وضع رأس الثور في مقدمة القيثارة السومرية، ومنها ما يلي:

رجح عالم الآثار الموسيقي شتاودر أن الثور كان حيوان مقدس لدى شعب ما بين النهرين فيما مضى، وكان يستخدم كذلك في تزيين تيجان الملوك.

بينما عزت الدكتورة هارتمان أن الثور كان يرمز إلى الألوهية في القدم.

أما الدكتور فوزي رشيد أفاد بأن الموضوع يتعلق بتقديم القرابين؛ وتحديداً إن كان القربان ثوراً، يتم مصحوباً بالعزف على القيثارة من أجل تهدئة الثور.

ويعتقد الأستاذ صبحي أنور صبحي رشيد أن العلاقة ما بين القيثارة والثور ذات صلة بأمور دينية كانت منتشرة لدى السومريين القدامى.

 

قد يعجبك ايضا