وفاء فرحات
تلك الصخرة التي جلسنا عليها، لم تكن مجرد صخرة عادية، بل كانت شاهدة على لحظات لا تُنسى. كانت تحمل تحت سطحها ذكرياتنا وأحلامنا، تشهد على حوارنا الصامت، وبيننا وبينها كانت تزداد الثقة والراحة. جلوسنا عليها كان بمثابة هروبٍ من ضجيج العالم، وكان وجودها كما لو كانت ملاذًا آمنًا نستظل به من حرّ الأيام وقلق الحياة. كل زاوية من زوايا تلك الصخرة كانت تهمس لنا بأصوات الماضي، بأحاديثنا وضحكاتنا التي تملأ المكان، وكأنها تتنفس معنا، تشاركنا الأحلام والهموم. لا نعلم كم من العابرين مروا بتلك الصخرة، لكننا كنا نعلم أنها لنا، وأنها تحمل في قلبها أسرارنا وكل لحظة تجمعنا. تلك الصخرة كانت أكثر من مجرد مكان للجلوس، كانت رمزًا للثبات وسط الفوضى، كانت مكانًا يحمل سكونًا رغم صخب الزمن. على تلك الصخرة، تجلى شعور الارتياح، وكانت تفاصيل حياتنا تترابط كما الحجارة المتراصة فوق بعضها البعض، لتشكل لنا ذكرى ثابتة