الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان … استمرار المسيرة وتحديات المرحلة

د. ابراهيم احمد سمو

مع قرب تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان، يتواصل المشوار في استكمال ما بدأته الحكومة السابقة، مع إضافات جديدة تهدف إلى تعزيز الإنجازات وتجاوز التحديات التي واجهتها الكابينة التاسعة. من الواضح أن أحد طرفي المعادلة في هذه التشكيلة الجديدة اختار الاستمرار بقيادة الرئيس نفسه، مما يعكس ثقة متجددة في قدرته على قيادة الإقليم نحو مزيد من الاستقرار والتنمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التوفيق يبقى من الله.

…تحديات الماضي وإنجازات كبيرة رغم الصعوبات

صحيح أن السياسة لا تمنح الإنسان دائمًا كل ما يتمناه، لكن بالنظر إلى ما مضى، ورغم المصاعب التي واجهتها الكابينة التاسعة، يمكن القول بإنصاف إن الحكومة السابقة تمكنت من تحقيق توازن نسبي رغم سياسة “الكيل بمكيالين” التي انتهجتها الحكومة الفيدرالية في بغداد تجاه إقليم كوردستان. لم تكن الظروف مواتية، بل كانت سنوات عجاف مليئة بالتحديات، ومع ذلك، استطاع رئيس الحكومة، مسرور البارزاني، قيادة المرحلة بحكمة وتحمل أعباء ثقيلة لم يشهدها الإقليم من قبل، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والاقتصادية التي فرضتها العلاقة مع المركز.

التوازن الداخلي والتقدم المستمر

على الصعيد الداخلي، ورغم الضغوط والتحديات، فقد تمكنت الحكومة من تحقيق نجاحات ملموسة، إذ استمرت المشاريع التنموية في المجالات المختلفة، وشهدت البنية التحتية تطورًا ملحوظًا، فيما بقيت الأولوية الأهم هي تحسين أوضاع المواطن الكوردستاني. هذه الجهود لم تكن مجرد وعود، بل تُرجمت إلى خطوات عملية، ما جعل حكومة اقليم كوردستان قادرة على ايجاد التوازن بين مواجهة الضغوط الخارجية وتحقيق الاستقرار الداخلي.

كما أن القيادة في الإقليم، رغم كل التحديات المالية والسياسية، سعت إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية، وإيجاد بدائل لمواجهة المشكلات المالية الناجمة عن تأخير إرسال بغداد لمستحقات الإقليم المالية. لم يكن الأمر سهلًا، لكن العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي أسهما في الحفاظ على التوازن، وإن كان نسبيًا.

الكابينة العاشرة… استمرار الرؤية وتجديد العهد

مع تسلم السيد مسرور البارزاني رئاسة الحكومة للمرة الثانية وفقًا للاستحقاق الانتخابي، تتجدد الآمال في أن تكون هذه المرحلة استمرارًا للإنجازات، مع إضافة تحسينات جديدة تلبي طموحات الشارع الكردستاني. ومن أبرز الأولويات التي يُنتظر من الحكومة العمل عليها:

1- استكمال المشاريع التنموية: متابعة ما بدأته الكابينة التاسعة، خاصة في مجالات البنية التحتية، الصحة، والتعليم، مع التركيز على تحسين الخدمات العامة.

2- تعزيز الاستقرار السياسي: السعي إلى تحقيق توافق داخلي يضمن مشاركة أوسع في صنع القرار، خاصة بعد فترة من التوترات السياسية التي شهدها الإقليم.

3- تحسين العلاقة مع بغداد: رغم التحديات المتكررة، فإن العمل على إيجاد حلول دائمة للمسائل العالقة، خاصة في ما يتعلق بالمستحقات المالية والنفطية، سيكون أولوية قصوى.

4- تمكين القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار: بما أن الظروف الاقتصادية الصعبة أثبتت ضرورة تنويع مصادر الايرادات، فإن جذب الاستثمارات الخارجية ودعم القطاع الخاص سيكونان عاملين أساسيين في تحقيق الاستقرار الاقتصادي.

5–الاستعداد للانتخابات البرلمانية: نظرًا لأن الإقليم يمر بفترة فراغ دستوري، فإن إعادة ترتيب المشهد السياسي وتحضير الأرضية لتشكيل حكومة حرة ونزيهة سيكونان أمرًا حاسمًا في المرحلة المقبلة.

التطلعات الجماهيرية والثقة المتجددة

ما يميز المرحلة الجديدة هو أن الجماهير الكوردستانية تطمح إلى رؤية تنفيذ فعلي لما لم يكتمل في الكابينة التاسعة، خاصة أن التحديات لم تنتهِ بعد. ومع ذلك، فإن استمرار مسرور البارزاني في قيادة الحكومة يعكس الثقة بقدرته على تحقيق المزيد، وهو ما يُنتظر أن يترجم على أرض الواقع من خلال قرارات وإجراءات ملموسة تصب في مصلحة المواطن.

في النهاية، ورغم كل الصعوبات، فإن العمل المستمر والإرادة السياسية القوية يبقيان حجر الأساس في نجاح أي حكومة. والمهمة اليوم ليست سهلة، لكن الإرادة والجهود التي بُذلت في السنوات الماضية تعطي مؤشرًا على أن الكابينة العاشرة ستواصل السير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لكوردستان

قد يعجبك ايضا