ضرورة حماية الانتاج الزراعي
ماجد زيدان
يعتمد العراق في توفير الكثير من المنتجات الزراعية للعراقيين على دول الجوار العراقي , فاقدا نسبة كبيرة من تامين الامن الغذائي وربطه بهذه الدول .
كل هذه الدول تتطلع الى السوق العراقية الواعدة وتنمية تجارتها معه لتلبية احتياجاته وايجاد مكانة ونفوذ لها في الاقتصاد الوطني الذي يشكل اغراءات يسيل لها لعاب الفاعلين الاقتصاديين في هذه الدول , ويعلنون صراحة عن ذلك , لأنها سوق مدرة للدخل وذات امد طويل وتشكل فرصة , لاسيما ان السياسات الاقتصادية تزيد من معاناة الاقتصاد الوطني وعدم قدرته على الخروج من الاقتصاد الريعي الى التنوع والنمو المتسارع لتلافي المشكلات والتحديات التي تعيق تغيير التناسب بين قطاعاته المختلفة وتقليص الاحادية في تكوينه .
تتوفر للاقتصاد الوطني مقومات النهوض والتنمية المستدامة ,فهو يمتلك المستلزمات اللازمة لذلك من مواد اولية وطاقا ت بشرية والرأسمال الضروري وما الى ذلك , ولكن يفتقد الى السياسة الصحية والارادة الوطنية في الادارة وتحديد الاوليات ويعاني من استشراء الفساد فيه وضعف استثمار ما متاح لديه ودعم المنتج الوطني وحمايته على وفق جدول معلوم وبيانات عن السوق المحلية واحتياجاتها .
للأسف , ان الجوار العراقي يعرف عن اسواقنا اكثر من الفاعلين العراقيين والناشطين اقتصاديا ويتحركون بسرعة ., فها هي وزارة الزراعة السورية تعلن انها على استعداد لتلبية ما يحتاجه العراق من المحاصيل الزراعية , انه امر جيد ولكن لا نريده على طريقة دول الجوار الاخرى , فالمزارعون في الزبير تتلف الطماطم المنتجة في حقولهم ونحن نستوردها من ايران وتركيا , او استيراد التمور ونحن الدولة الاولى في امتلاك اشجار النخيل , وكذا الحال مع المحاصيل الاخرى, والمفارقة الفاقعة على تجزأه السوق الوطنية الاقليم يكتفي ذاتيا ويصدر المنتجات الزراعية الى دول مختلفة ووزارة الزراعة تمنع الانتقال الحر للمنتجات بين مدنه , بل اكثر من هذا نسمح بالاستيراد لما يماثلها من الخارج .
والامر من ذلك نسكت ونساعد على التوسع في المساحات المزروعة في هذه البدان عندما تحجب حصتنا من المياه وانشاء مشاريع مياه جديدة من دون التنسيق مع العراق ونصمت عنها ونجعل العراق سوقا لتصريف هذه المنتجات .
لسنا ضد التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي, ولكن على ان يكون الامن الغذائي اولوية في سياستنا , وضرورة الانتباه ان لا يرهن خارج الحدود , خصوصا ان عدم الاستقرار يلف علاقات هذه الدول بالعراق , مما يشكل خطرا على قوت مواطنيه .