مزارعو كركوك بين قرارات الإعادة وعراقيل التنفيذ.. متى تعود الحقوق؟

 

أربيل – التآخي

دشتي آغا هو مزارع كوردي من قرية بلكانة في كركوك، ورغم حصوله على الجنسية الهولندية، لم تمنعه هذه الجنسية من التمسك بأرضه والدفاع عنها في وجه محاولات التعريب.

ورغم تعرضه للاعتقال أكثر من عشر مرات خلال سبع سنوات، نتيجة شكاوى مقدمة من العرب الوافدين ومعارضته لسياسات التغيير الديمغرافي، إلا أنه لا يزال عاجزاً عن استغلال أرضه للزراعة بسبب الضغوط المستمرة من الجيش العراقي والمراقبة الدائمة عليه.

وقال دشتي آغا ، إن هذه الأرض لنا ولن أسمح بتعريبها، وسأدافع عنها بكل ما أملك من قوة، مضيفاً: إذا لم يدافع الإنسان عن أرضه، فعن ماذا سيدافع؟ نحن نواجه ضغوطاً كبيرة، خاصة هذا العام، حيث أنني الوحيد الذي زرع في قريتنا، مما جعل الأنظار تتجه إليّ منذ نحو شهرين، تراقبني ثلاث مركبات (همر) ليلاً ونهاراً، في محاولة لترهيبي.

تم تعليق ملكية نحو 30 ألف دونم من أراضي المزارعين الكورد في خمس قرى تابعة لسركران، بينما بقي فقط 910 دونمات قيد النزاع، حيث جرى احتلالها ومنحها للعرب الوافدين وفق قرارات المجلس الأعلى للثورة في النظام السابق.

ومع ذلك، صوت مجلس النواب العراقي مؤخراً على إعادة الأراضي إلى أصحابها الأصليين، وصادق رئيس الوزراء الاتحادي على القرار رسمياً.

من جهته، قال ممثل فلاحي سركران، محمد إسماعيل، يوجد في قريتنا نحو 500 قطعة أرض، ولكن واحدة فقط لا تواجه مشكلة، أما بقية الأراضي فهي مغتصبة أو ممنوعة علينا.

وشدد على أن هذا ظلم لا يرضاه الله، فكيف يُسمح للوافدين بزراعة 499 قطعة أرض بينما نحن أصحاب الأرض نُحرم منها؟! هذه عقوبة جماعية بكل معنى الكلمة. نحن نرفض تنفيذ هذا القرار الجائر، ونطالب عبر قناتكم المسؤولين المعنيين بالتدخل العاجل لتنفيذ التوصيات الصادرة وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

رغم مرور أكثر من أسبوعين على هذا القرار، إلا أنه لم يُنفذ حتى الآن بسبب استمرار العراقيل. وكانت محاولات سابقة لحل أزمة المزارعين قد سعت إلى إبعاد الجيش عن التدخل في شؤون الأراضي والزراعة، لكنها لم تفلح، حيث يواصل الجيش فرض رقابته واضطهاده للمزارعين الكورد.

قد يعجبك ايضا