الإعلام المتخصص

 

كوثر السليم

أدى التطور الذي شهده العالم في جميع المجالات إلى ازدياد ظهور التنوع في المعلومات التي تقدمها وسائل الإعلام إذ جعلها تنتقل من المجالات العامة إلى الخاصة لترتقي بنفسها إلى درجة التخصص سواء بالموضوع أم بالجمهور . ولأهمية التخصص وإقبال الجمهور على المعرفة المتخصصة ازداد اهتمام المؤسسات الإعلامية بالموضوعات المتخصصة ، إذ أصبحت تشكل الآن معظم مواد الصحف وبرامج الإذاعة والتلفزيون ، بل ودفع ذلك معظم تلك المؤسسات إلى إنشاء صحف وقنوات إذاعية وتلفزيونية متخصصة للرياضة والمرأة والفن والدين والأطفال ، فضلاً عن إنشاء بعض وكالات الأنباء المتخصصة  ، وهو الأمر الذي يعبر بوضوح عن عصر الإعلام المتخصص .

فالإعلام المتخصص ضرورة لأن موضوعه دراسة المجالات التي تخصص فيها ولأن أصوله تدخل في سياق المضمون المتخصص وفي النهاية ثمرة التفكير في الآثار الفنية والانجازات العلمية والثقافية ، وهو ضرورة تبتعد عن الخبرة الفردية المباشرة إذ يتميز المجتمع المتحضر بظهور تخصصات تجعل منه في سياق التفسير الإعلامي حلاً يصنع الجسور بين المجتمع والفنون والعلوم .

والإعلام المتخصص في حقيقته فرعاً من الإعلام العام ، وأحد أقسام التحرير الإعلامي في المال أو الاقتصاد أو التجارة أو العلوم أو القانون أو غير ذلك من أقسام التحرير إذ تحول كل منها إلى كيان إعلامي مستقل تمثل في صحيفة أو قناة تلفزيونية متخصصة في مجاله وله جمهوره من المختصين أو المهتمين بالمواد التي يتناولها .

ويعرف الإعلام المتخصص أنه ((الإعلام الهادف لتحقيق نتيجة معينة قد تتمثل بهدف سياسي ، أو تناول موضوعاً معيناً ذا أهمية فائقة لمجتمع معين أو بضع مجتمعات في الوقت ذاته )) .

ويمكن القول إن الإعلام المتخصص هو معالجة وسائل الإعلام فناً واحداً فقط من فنون الحياة لا تتعداه إلى سواه ، وهو مخاطبة فئة خاصة أو قطاعاً خاصاً من قطاعات المجتمع أو هيئة من هيئاته  ، أي إن مفهوم الإعلام المتخصص ينبع من الدور الوظيفي الذي يقوم به في مجال متخصص .

قد يعجبك ايضا