نهاد الحديثي
تقريرالسعادة العالمي ل 2025 وهو التقرير الثامن على التوالي, والذي يصدر بمناسبة اليوم العالمي للسعادة, لم يذكر العراق حسب تقرير الشراكة بين مؤسسة جالوب لاستطلاعات الرأي، ومركز أوكسفورد لأبحاث الرفاهية، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، حيث قام الباحثون بتحليل الفترة الممتدة بين عامي 2022 و 2024 , كما ان مؤشر السعادة الدولي الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة يضع العراق في المرتبة 98 بعد اكثر من عشرين عامًا من الاحتلال الأمريكي , العراق حافظ على مرتبة التعاسة في مؤشر السعادة العالمي , في إشارة على عدم حدوث تقدم بطبيعة حياة العراقيين وبعد ربع قرن من احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية.
ويستند معدو الدراسة المنشورة سنويًا منذ 2012، إلى استطلاعات رأي يجيب فيها السكان على استبيانات بشأن درجة السعادة الشخصية. وتتم مقاطعة هذه البيانات مع إجمالي الناتج المحلي ومؤشرات التضامن والحرية الفردية والفساد، لوضع درجة نهائية على 10 ,, ومنذ عام 2003 يتخذ العراق مراتب متأخرة في جميع مؤشرات ومعايير الفساد والحريات وجودة الصحة والتعليم ونصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي , كما لم يحصل العراق حتى على مراتب متدنية في مؤشر دافوس للتعليم وجاء خارج المؤشر من بين 180 دولة, وجاء العراق في المرتبة 157 كأكثر الدول فسادًا وأقل شفافيةً من أصل 180 دولة في آخر مؤشر للفساد العالمي , وعلى الرغم من أن العراق بلد غني بالنفط، لا يزال ثلث سكانه يعيشون في الفقر، أما البطالة فهي مرتفعة في أوساط الشباب، فيما يحتجّ العراقيون على النزاعات السياسية وسطوة الأحزاب والميليشيات الفاسدة والنفوذ الإيراني في بلدهم
وتسبب السلوك السياسي المشين والفساد في تبوأ العراق مراتب متقدمة في تصنيف الدول المكروهة في العالم، بالتزامن مع استطلاع دولي أظهر بأن العراقيين هم أكثر الناس تشاؤما بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب.
وصنف موقع أمريكي 15 دولة، كأكثر الدول “المكروهة” عالميًا، وكان العراق
إلى جانب إيران والسعودية و”إسرائيل” ضمن هذه الدول , وعزا الموقع الكراهية الدولية للعراق، إلى تصرفات الحكومة التي ينخرها الفساد والفشل . وجاءت كراهية العراق أيضا من السجل المنهار لانتهاك حقوق الإنسان في هذا البلد الذي شهد عمليات تهجير وقتل على الهوية.
وأشار الموقع إلى أن مصدر الكراهية يتأتى مما يشهده العراق من تطهير طائفي وإبادة جماعية واغتيالات ومخبر سري لا يخضع للقانون وسجون سرية وتعذيب مشين.
وأظهر استطلاع للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا” بأن العراقيين هم أكثر سكان المنطقة شعورًا بعدم المساواة، وأن الفساد يشكّل التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد.
وأشار استطلاع “الاسكوا” إلى أن العراقيين هم أكثر الناس تشاؤمًا بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب , وأوضح أن معدل التشاؤم لدى العراقيين فيما يتعلق بوضعهم الحالي والمستقبلي بخصوص المساواة الاقتصادية والاجتماعية، هو الأعلى بين مواطني البلدان العربية الأخرى , وأظهر استطلاع أجري بين شباب عراقيين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، ان ثلاثة ارباعهم كانت نظرتهم سلبية جدًا تجاه الوضع الحالي للمساواة الاجتماعية والاقتصادية , وذكر أن هناك أشياء كثيرة تجعل الناس تعساء، ولكن هناك عوامل هي الأكثر تأثيرًا ومنها الفقر والمجتمعات السيئة والجوع والشعور بالوحدة , وسبق أن تصدرت العاصمة العراقية بغداد أسوأ مكان للعيش في مدن العالم، ليس بسبب الانعدام الكامل للخدمات حسب، بل لان أهلها يعيشون اغترابا حسيا مع مدينتهم التي باتت مختطفة من قبل الميليشيات والأحزاب السياسية الفاسدة , وتريّفت مدينة بغداد ودُمّر جمالها وقُسمت أحياؤها بطريقة طائفية مقيتة دمّرت نسيجها الاجتماعي، وهدّمت تماثيلها ورموزها واستبدلت بتماثيل طائفية خالية من أي رمز حضاري , وصارت بغداد اكبر مدينة مثقلة بالأحياء العشوائية وفقدت أهمية أي تخطيط لها كما فقدت قبل ذلك هويتها، وصار عدد سكانها اكثر من 12 مليون نسمة بما يقرب من ثلث سكان العراق بينما لا يبلغ عدد اهلها الأصليين سوى بضعة آلاف موزعين في أحياء متفرقة.
وتبرز تساؤلات لماذا يقبع العراق في مرتبة متأخرة بمؤشر السعادة العالمي، وكيف يمكن تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة للبلد والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية؟ وماهي طرق تحسين نوعية الحياة والتعليم والتنمية البشرية ونظام الرعاية الصحية للعراقيين