اهلا بنوروز الجمال والمحبة والسلام

رئيس التحرير
يعد عيد نوروز وفق المصادر التأريخية الرصينة والمتخصصة بعالم الأساطير،احد اقدم الأعياد للمجتمعات البشرية، كما يعتقد المتخصصون بعلم التأريخ ان عيد (ديموز) المعروف لدى السومريين هو ذاته عيد نوروز الذي يحتفل به شعب كوردستان وبعض الشعوب الأخرى في المنطقة،حيث يدل هذا على انطلاقة العام الجديد وبداية فصل الربيع،حيث تظهر الجبال والوديان في كوردستان في هذه الايام بحلتها الخضراء الجديدة الجميلة وتتفتح انواع الأزهار العاطرة الجميلة،لتزف بشرى انطلاقة جديدة للحياة.
مفردة (نوروز) هي كلمة مدونة في الكتاب المقدس للطائفة الزرادشتية المسماة (آفيستا) والتي تعني اشراقة صباح جديد وهي تحمل المعنى نفسه باللغتين الكوردية والفارسية وبعض اللغات الآرية الأخرى.
عيد نوروز الذي يعد اليوم الأول من التقويمين الكوردي والفارسي ،يوافق يوم (21آذار) من كل عام،كما تحتفل بهذا العيد شعوب اخرى في المنطقة كالأفغان والطاجيك والأوزبك والاتراك والكازاخيين،وعند الكورد يحمل دلالتين دلالة العيد و تغيير الطبيعة من الشتاء القارص للربيع المعتدل والدلالة الثانية هي الثورة والكفاح ضد الظلم والإضطهاد والعبودية التي كان يمارسها الحكام المتجبرين في العهود القديمة،وهناك قصة كاوه الحداد وثورته ضد الطاغوت المعروف ب(ضحاك).
وهناك طقوس خاصة يقوم بها المحتفلون بنوروز قبل وبعد العيد، حيث تقوم العوائل الكوردية قبل العيد بشراء الملابس الجديدة واعداد الأطعمة الخاصة وشراء الحلويات والكرزات، وزرع الخضرة في السنادين،وفي آخر اربعاء قبل العيد،هناك طقس خاص يسمى (جهارشنبه سوري) ،حيث يتجمع افراد العائلة الواحدة او الاقرباء والاصدقاء في مكان خاص ويقومون باشعال نار من جذوع الأشجار ويبدؤون بالقفز من فوق وهج النار معتقدين ان هذا الطقس سيزيل جميع الآثار السيئة التي تعرضوا لها خلال العام الفائت وستنفتح بوجهم آفاق جديدة من الرفاهية والحياة الجميلة، وفي صبيحة العيد،يتم تبادل الزيارات بين افراد العائلة الواحدة والأقرباء واهالي القرى والمحلات داخل المدينة،لتقديم التهاني بعضهم لبعض والتمنيات المتقابلة لحياة افضل في العام الجديد.
وبعد العيد أي في يوم 13 من نوروز،تقوم العوائل الكوردية باعداد الطعام والشراب واختيار اماكن خاصة لها في الجبال والوديان وبالقرب من ينابيع المياه،لقضاء هذا اليوم في احضان الطبيعة،بدلًا من البقاء في البيوت،حيث تقام الأحتفاليات والدبكات الكوردية على انغام الموسيقى والغناء في اجواء مرحة جميلة ،وهناك عقيدة تقول من يبق يوم 13 نوروز في البيت سيلاحقه الشؤم والعناء طوال السنة.
في اقليم كوردستان،تقوم الحكومة عبر الهيئة العامة للسياحة،باستعدادات خاصة وتهيئة وتجهيز المرافق السياحية في جميع انحاء الإقليم لتقديم افضل الخدمات للمحتفلين بنوروز من السكان المحليين والسياح من باقي محافظات العراق ودول الجوار،حيث تقوم العوائل وفي اجواء هادئة ومستقرة وآمنة بالاحتفال بهذا العيد الوطني والقومي وخلق اجواء من المحبة والسلام والتسامح وسط اجراءات امنية خاصة للحفاظ على سلامة المحتفلين.
كما تقوم منظمات ومجاميع طوعية من جميع شرائح المجتمع الكوردستاني، خلال اعياد نوروز من كل عام باعداد الخطط والبرامج لخدمة المحتفلين،وذلك بالشروع في تنظيف المناطق السياحية وجمع النفايات من الامكان التي يرتادها الناس،ومن جانبها تقوم فرق الدفاع المدني بارسال فرقها ومفارزها الخاصة بالقرب من المناطقة السياحية،لاسيما قرب السدود والانهار للقيام بمهماتها في الحالات الطارئة كالغرق والحريق لا سامح الله،فضلا عن نصب خيم طبية لتقديم الأسعافات الأولية والجواب على اسئلة واستفسارات المحتفلين حول المناطق السياحية والمسافات بينها وما تتضمنها من خدمات ومرافق لراحة المواطنين.
نتمنى لشعب كوردستان وجميع الشعوب المحتفلة باعياد نوروز،ان يكون العام الجديد مبعث خير وطمأنينة وان يحمل معه بشائر السلام والتسامح والتعايش السلمي بين جميع المكونات وشعوب المنطقة.
قد يعجبك ايضا