فاضل ميراني *
الاصل هو المعلوم من الدين بالضرورة، و مبسط الفكرة: ما يعرفه العلماء و العوام على السواء من واجبات و محرمات.
قدمتُ بذلك لان العنوان استبدل كلمة الدين بكلمة السياسة، السياسة وضعية الطرح، اما الدين الخالص فمُنزّل، لكنهما ارتبطا لما اشتغل التطبيق للدين مجتمعيا، فكلاهما( الدين المبجل، و السياسة) انما يتعاملان مع المجتمع و بالتالي فصياغة ايصال الفكر و تطبيقه في الدين و في السياسة ليست مجردة من المسايسة و السياسة، و معروف معنى المسايسة هنا انها التلطف في المحاورة و الاقناع.
ما يراد لهذا المقال المقتضب هو عرض فكرة المعلوم من السياسة بالضرورة، اذ انه لمن المعيب للفاعل السياسي ان يكون جاهلا، فيخسر و يخسر جمهوره( ان كان له جمهور)، اقول يجهل، و لا اقول يتجاهل، فالتجاهل سلوك سياسي له مبرراته و يعد ترفعا ان وقع خدمة لهدف اسمى او اعم فائدة.
من المعلوم بالسياسة بالضرورة فهم المجال الذي يمارس فيه النشاط السياسي والذي و كما قدمنا يشترك في معرفته رجل السياسي و الفرد الاعتيادي، اهي بيئة ديمقراطية نامية ام رصينة منتجة، او غير ذلك؟
ما يهمني هي البيئة النامية للديمقراطية، وتحديدا في مجال نتائج الانتخابات النيابية، وبعد الحسم لخلوها من العيوب فرضا و تزويرا و تدليسا، فأن السياسي و الفرد الاعتيادي يفهمان ان مكاسرة الفائز و مد حبال التأخير لانتاج معادلة سليمة تراكم تربة صالحة للاداء الديمقراطي تظهر اما جهلا في الفاعل السياسي يستحق عليها خسارة ثقة جمهوره و تحميله مسؤولية خسارة الاخرين، او هو تجاهل متعمد وذلك يعني مخالفة النص الذي بموجبه جرى الاتفاق على اتباع آلية للتعبير عن الرأي العام( الناخب).
ليست السياسة( وجودا و فهما و علما و ممارسة و فنا) الا اداة قد تتحول لسلاح، و السلاح قد يكون للحماية او الاعتداء، ووقوعه بيد جاهل او متجاهل يشكل خطرا و ينتج ضررا.
لقد دفعنا من دمنا و اعمارنا فادح الارقام لتحويل بيئتنا الاجتماعية و السياسية لخلاف ما كانت عليه قبل ثورات شعبنا و انتفاضاته و ما بينهما من احداث عصيبة، و صار درس المعلوم من السياسة بالضرورة معروفا للكل، اذ ان اي ضعف او انتهاز لكسر قوة شعبنا يعني مزيدا من التأخر و الخسارات، فأن كان الفاعل جاهلا نبهناه، وان كان متجاهلا صبرنا حتى يُصلِح فهمه.
مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني