هذه الحياة…

 

زيوس أولمبيوس

في مدينةٍ من زجاجٍ وصدأ، حيثُ الأحلامُ تذوبُ في القهوةِ الباردة، والأشجارُ تنمو في شاشاتِ الهواتف، تتجولُ الأشباحُ بوجوهٍ رقمية صاخبة، تُطاردُ ظلالَها في متاهاتِ الفضاء. في مقهىً يطفو فوقَ سحابةٍ رمادية، يحتسي الوقت، كعادته، قهوةً مُرةً، بينما يرقصُ الجنونُ على أنغامِ أفكار شاردة، تتساقطُ كأوراقِ الخريفِ، في بحرٍ من اللّاوعي. في سوقٍ يبيعُ الذكرياتِ المُصطنعة، تُباعُ الوجوهُ المُبتسمةُ بالجملة، والقلوبُ تُقاسُ بعددِ الإعجاباتِ، بينما يختبئُ الإنسانُ خلفَ قناعِ الكمالِ، في انتظارِ لحظةِ سقوطٍ مدوية.

قد يعجبك ايضا