شاخصٌ مِنْ أشَجان ذكريات كفري.. إسمه قيس قره داغي

حكيم نديم الداوودي

(1)
حديقةٌ ترثي ساقية
هو الآن يرسم جدولاً،
بمداد مقلةٍ ،
رواءً لديمومة الساقية..
عويلٌ..
شجنٌ ..
دهشة.. ولعنةٌ
على ساعةٍ خشبيّة..
يعدّ الثواني لموتها،
بعدَ كلّ ثانيةٍ ثانية
في إثركلّ قدر،
عِظةٌ، تذكرةٌ لجفاف
حديقٍةٍ أوساقية..

(2)

دثارٌ وإندثار
في ممالكِ النكوص غفلةٌ إغفاءة.. هجيرٌ.. تحولاتٌ في دروب الأعمار، طوفانٌ إعصارٌ تقصف، تهدّ الأمنية، يطاردها المِحل والمَلل الخارج من أتون العاصفة..كان عنده وَهلٌ يتبرّد به أوصاله المحترقة..حد الانصهاروالاندثار..هل تلقّفك موجٌ من دثارالغبارالآهل بالمستحيل..وأهلكَ درست ذكرهم خُطاهم وذكراهم؟

(3)

الوَسَنُ يتموسن
وَسَنٌ مُسِّن.. الوسن يتموسن في أطرافه الحلم.. هو مَحض وهنٍ في وهن..وأنا عابر أجلٍ محتوم..يختفي فيّ قَدرٌ مؤجٌ.. هجراتٌ تلوالهجير.. طوفانٌ.. وصورٌ.. تمورُ من وطن المنفى.. وسط مهرجان الفوضى وعُسرٌ يتخلّله فقرٌ وانكسار..

(4)
هَرَمٌ يُدركه الهَرَم
في طرق المهالك تتعثرالخُطى.. تستبيح عُريها لشمس النهارات.. لعيونِ اللصوص دمٌ وفمٌ عَراه الهَرم..غشيَ المَلل سلالة أحجارها وغبارها وطول الانتظار.. غدا ستصحو زهور الشمس..على مزامير النهار والضوء.. الليل يتأفّف حزنه المزمن.. وأنا الآن فرغتُ رأسي من السؤلات الجارحة.. بعيداً عن الضجر.. قريباً من بارقة الأمل.. كنتُ أحمل صُرّتي فوق عصاي.. وأهش بقدمي على تربِ الطريق.. لعله يوصلني قبل أن يدركني الهرم إلى بغيتي..
(5)

غَباءٌ في خبايا
هنا كلّ خبايا الغد مرصّعة بالأمل..وثيقةٌ تحفظ لنا ماء الخَجل..مدنٌ راسخةٌ على مدّ البصر.. تستريح فيها الحياة بلا وجلٍ.. يرْسو على مُقل الأمان..ننظرُ في لجّة البحر .. كنّا ضيوفا ًعلى ضِفاف الغد وأمسينا بلا غد….وثمةَ في مسقط الرأس شيءٌ من الخوف.. وشرٌّ يكمنُ في كلّ درب.. يقشّر أديم الأمان ، قراصنةٌ من وراء الظلام. من مكمن الغدر والخطر.. نثروا فوق الرؤوس..أكاليل الكذب والدجل.. ونخبهم مذاقه علقمٌ .. فيه التشّتت والزوام..
(6)
ذَلولٌ كالذّهولِ لا ذيول
قالت لها في خلم الامس.. حذار من لذة الخديعة.. وخفايا سمّ الطُعْم في مأدبة الذبول ورديفهم مَكرالذيول.. الجسد غاصٌ في وحل النحولِ..البحرالمَسْجورِ يشكو جفاء النار..انتظارٌ.. غوثٌ.. عدمٌ .. كظلامٌ تائهٌ بدجى الليل.. والان لا مبرّر للطُوفان.. ولا معبرٌ نحوالعبور.. وما وراء الهاوية.. ذنوبٌ.. دماءٌ.. وظلمٌ بلا ظليلٍ.. قدّ الحُجب بلا وَجَلٍ.. بين جَوْرَالظالم وإستماتة المظلوم..

(7)
خجلٌ بلا وَجَلْ
خجلٌ مجلجلٌ بلا وجَل.. لم يعد لديه ارتيابٌ.. في طي العُباب، وصيد الامواج..ارتياد المجاهيل لمثله صنوالجنون.. يطير طرباُ لذكرى عرسه، كمنْ يغيب ثملاُ بلا وعيٍ تلو الثملِ.. حذارى من هشاشة خطاه.. وعلى ترب المخاطر..ستكشف الخطط، وتقطع الطرق.. ولا كل الدروب تؤدي الى عين الدرب.. خذ حذرك من ركام الهدم ، ومنْ سكون الليل.. لا تخجل مِن الوجل.. فالوغد أخبث.. في الغدر من هجمة العجماء..

( ق، ي ،س)
من هول الفجيعة بتُّ أتوكأ على دموع رَمْشي.. وغمام الأسى يواسيني ..هذا مقام غريب الدّاروالدّيار، طريد الدفء والحَنان.. هو مَنْ أسرّلي.. أنا مِن سِفْرمملكة قره داغ نسباً.. في رُبى باوه شاسوار، وأسكي كفري مسقطاً.. من المهد رميتُ كُرة حظي الى اللحد.. والآن تدحرجت ُبلا وجلٍ لألمس أنامل القّدَر.. أشكوهم ضيق صَدْري وهباء تعبي .. وحيداً أجول فاقد الوعي، في أرياض الصمت.. مَنْ كانَ مِثلي يتوق المرح والضحك..وبعدالهجرسقطتُ كريشةٍ مِنْ جناح يمامة لا أُبالي مآلها من دوّي البحر، أوهديرالموج..

قد يعجبك ايضا