صادق الازرقي
تؤدي النباتات دورا مهما في تحسين البيئة وصحة الإنسان بطرق متعددة، منها، تحسين جودة الهواء اذ تمتص ثاني أوكسيد الكربون وتنتج الأوكسجين النقي الضروري للحياة.
كما تعمل بعض النباتات على امتصاص الملوثات والغازات الضارة مثل أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكبريت، و تقلل من الغبار والجزيئات العالقة في الهواء، مما يسهم في تنقية الأجواء.
وتساعد الأشجار والنباتات في خفض درجة الحرارة عن طريق توفير الظل وتقليل تأثير الجزر الحرارية في المدن؛
وتعمل على تقليل تأثير الاحتباس الحراري بامتصاص الغازات الدفيئة.
وتسهم النباتات في تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية بتوفير بيئة طبيعية هادئة وجميلة؛ و تساعد بعض النباتات الطبية في علاج الأمراض وتعزيز المناعة، وتحسن جودة النوم والتركيز بوساطة إنتاج الأوكسجين وتنقية الهواء.
وتوفر النباتات موائل طبيعية للكائنات الحية مثل الطيور والحشرات، مما يساعد على استدامة الأنظمة البيئية، كما تحافظ على التوازن البيئي وتقلل من انقراض الأنواع الحيوانية والنباتية.
وتستعمل الأشجار والنباتات سواتر طبيعية لامتصاص الضوضاء في المناطق الحضرية، و تضفي النباتات الجمال على المساحات العامة والمنازل، مما يحسن جودة الحياة.
و تمنع النباتات تآكل التربة وتحافظ على رطوبتها، فيما تعمل الجذور على امتصاص الملوثات من المياه وتحسين جودتها.
بشكل عام، فإن زيادة المساحات الخضر وزراعة النباتات في المدن والمنازل له تأثير كبير على تحسين البيئة وصحة الإنسان، مما يجعلها ضرورية لحياة مستدامة ومتوازنة.
وبما ان العراق بلد النخيل المفترض، اذ ان أجواءه تتلاءم مع متطلبات تلك الشجرة المهمة، حيث كانت ارض العراق لاسيما في الجنوب بالبصرة، عامرة بمساحات شاسعة من أشجار النخيل.
وبعد ان اثبتت دراسات عالمية متخصصة فوائد جمة لتلك الشجرة، وآخر ما ثبتته تأثير شجرة النخيل في التوازن البيئي، واستعمال مخلفاتها لإنتاج الوقود الحيوي؛ فان المسؤولية الملقاة على عاتق الجهات الزراعية والبيئية المعنية في العراق كبيرة وكبيرة جدا.
نسمع ان عملية احياء النخيل تجري منذ مدة، غير ان العوامل المساعدة على التوسع في زراعة شجرة النخيل هي اكبر من ذلك، بتوفر الطقس الملائم والموارد الطبيعية والبشرية، للاستزادة في زراعة مزيد من بساتين النخيل، وبخاصة ان مناطق كثيرة من جغرافيا العراق لم تزل فارغة من الغطاء النباتي وحتى من السكان.
فلابد ان تركز الخطط الزراعية على التخطيط لبساتين النخيل المقبلة والتوسع في ذلك، فهي من جهة توفر الغذاء الضروري الذي يعرف به النخيل، وتحافظ على التربة وتثبتها لاسيما في المناطق الرملية، كما يمكن الاستفادة من مخلفات النخيل لإنتاج الوقود الحيوي مثلما اثبتت التجارب.
مناشدتنا هذه تأتي في الوقت الذي نقرأ فيه اخبارا مشجعة عن النخيل في العراق، منها ما أفادت به إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، بأن العراق جاء في المرتبة الرابعة عالمياً بإنتاج التمور لعام 2023، مبينة أن العراق احتل أيضاً المرتبة الرابعة للعام 2022 بإنتاج التمور بـ 715.2 الف طن، فيما احتلت أشجار النخيل في العراق، المرتبة الأولى عالميا بـ 22 مليون نخلة .
ونحن نأمل ان يصل العدد الى 33 مليون نخلة ويتجاوز ذلك مثلما كان في السابق.