أربيل – التآخي
دعا الرئيس السوري الانتقالي، أحمد شرع، إلى “التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي”، وذلك بعد مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم مئات المدنيين من الطائفة العلوية، في الاشتباكات التي بدأت يوم الخميس في المنطقة الساحلية الغربية للبلاد.
وفي كلمة ألقاها في مسجد بدمشق فجر امس الأحد، قال الشرع إن “ما يحدث في البلاد هو تحديات متوقعة”، وأضاف: يجب علينا أن نحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي قدر الإمكان.
جاء ذلك في أعقاب المواجهات بين قوات الأمن، وبعض المجموعات الرديفة لها، والمسلحين الموالين للرئيس السابق بشار الأسد.
وأكد الرئيس الانتقالي أن السوريين قادرون على “التعايش سويا في هذا البلد قدر المستطاع”.
وأضاف “طالما أن هذه الثورة انطلقت من المساجد التي علمت أبناءها الأخلاق الحميدة، والإنصاف والعدل بين الناس، فلا خوف على سوريا”.
وبدأت التوترات الخميس الماضي في إحدى القرى ذات الغالبية العلوية في ريف اللاذقية بعد توقيف قوات الأمن شخص مطلوب، وسرعان ما تطورت الأمور إلى اشتباكات عقب إطلاق مسلحين علويين للنيران، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد إلى أن أكثر من 700 مدني علوي قتلوا منذ الخميس على يد قوات الأمن السورية والمجموعات الرديفة لها، وذلك خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع مسلحين موالين للأسد، لافتاً إلى “إعدامات طائفية ومناطقية”.
وتعد هذه الاشتباكات من أكبر أعمال العنف منذ أن أطاح تحالف فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر.
ومنذ ذلك الحين، شنت السلطات الجديدة حملات أمنية لملاحقة “فلول النظام” السابق، شملت مناطق يسكنها العلويون، خصوصاً في وسط البلاد وغربها.
وتخللت هذه العمليات مواجهات وحوادث إطلاق نار، يتهم فيها مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للأسد.
ومن حين لآخر، أفاد سكان ومنظمات عن وقوع انتهاكات تشمل أعمالاً انتقامية مثل مصادرة المنازل أو تنفيذ إعدامات ميدانية، فضلاً عن حوادث خطف، وتدرج السلطات هذه الحوادث ضمن “الأعمال الفردية” وتتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.