التاخي – ناهي العامري
اقام منتدى بيتنا الثقافي ، بالتعاون مع رابطة المرأة العراقية جلسة بمناسبة يوم المرأة العالمي والذكرى ٧٣ لتأسيس الرابطة، قدمت فيها الشخصية النسائية شميران مروكل/ رئيسة الرابطة محاضرة بعنوان: من تاريخ النضال الى آفاق المستقبل، ٧٣ عاما من رابطة المرأة العراقية.
بدأت الجلسة بقصيدة الجواهري ( حييتهنّ بعيدهنّ) ألقتها الدكتورة خيال الجواهري، مطلعها:
حييتهنّ بعيدهنّ من بيضهنّ وسمرهنّ
وحمدت شعري ان يروح قلائدًا لعقودهنّ
نغم القصيد قيس من نغمة لوليدهنّ
كم بسمة لي لم تكن. لولا افترارُ نضيدهنّ
ويتيمة لي صغتها من دمعة بخدودهنّ
بعد ذلك استهلت مروكل محاضرتها باستحضار السيرة النضالية للمرأة العراقية، منذ ثورة العشرين حيث كان للمرأة مساهمات بمختلف الأساليب، كمساعدة الثوار في نقل المؤن والاسلحة، ودفع الابناء والاخوة والازواج الى المعارك والنضال ضد المحتل. ولاول مرة قمنّ بمظاهرة لشجب الاحتلال البريطاني، وعلى أثر ذلك ظهرت الصراعات الفكرية المطالبة بحقوق المرأة ، كذلك للصحافة دور مهم في الحملة الاعلامية المطالبة بحقوق المرأة.
لذا تطورت الحركة النسائية في الثلاثينات الى اواسط الاربعينات مع تكوين الاحزاب الوطنية وانتماء المرأة الى بعض الأحزاب ذات الاهتمام بالقضايا النسوية ، كالحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
ثم تطرقت مروكل الى ابرز الحركات التي اطلعت فيها المرأة، فقد تأسست اول منظمة نسائية باسم اللجنة النسوية لمكافحة الفاشية، كذلك اشتراك المرأة في المؤتمرات العربية لاول مرة في مؤتمر نساء الشرق في دمشق وحضرته السيدة أمينة الرحال التي اصبحت عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
عام ١٩٤١ خروج مظاهرة نسائية في شارع الرشيد، طالبت بتوفير الخبز للناس، وقد تعرضت المظاهرة للقمع، وفي العام ١٩٤٣ خرجت مجموعات من نساء الكرخ بمظاهرة مطالبة بالخبز والضرب على أيدي المحتكرين.
تاسيس الاتحاد النسائي العراقي عام ١٩٤٥ برئاسة السيدة آسيا وهبي وبقرار من الاتحاد النسائي العربي، اتسمت الاعوام ١٩٤٥ – ١٩٤٧بتوفير جو من الديمقراطية النسبية وانتعاش للحركة الديمقراطية العامة والحركة النسوية التقدمية، وساهمت المرأة في النضال من اجل القضايا الديمقراطية.
بعد ذلك بدأ الهجوم الرجعي على كل المكتسبات الديمقراطية، تم غلق رابطة نساء العراق ومجلتها تحرير المرأة ، في تلك الفترة تهيئت السلطة للتوقيع على معاهدة استعمارية باسم معاهدة بورتسموث عام ١٩٤٨، فانطلقت انتفاضة ضد السلطة الرجعية والمعاهدة في كانون الثاني ١٩٤٨(وثبة كانون)، وتم إلقاء القبض على مئات المواطنين واعدام التقدميين،واعتقال عشرات المناضلات والحكم عليهن باحكام ثقيلة.
انتقلت مروكل الى نهاية الخمسينات من القرن الماضي ، حيث تميزت بظهور منظمات نسائية ذات طابع جماهيري من حيث تركيبتها وتوجهاتها وأهدافها ونشاطاتها.
بعد انقلاب شباط ١٩٦٣ المشؤوم الغيت اجازة رابطة المرأة واغلقت مقراتها واعتقلت المئات من عضواتها، وفي ١٦ تشرين الاول ١٩٦٩ قدمت الرابطة طلبا رسميا الى وزارة الداخلية لاجازتها الا انه تم رفض الطلب، مع ذلك تطور استمرت الرابطة بنشاطاتها رغم عدم اجازتها، وبلغ عدد اعضائها خمسة آلاف عضو. وقد بذلت الرابطة جهودا من اجل ارسال وفد نسائي عراقي مشترك من الرابطة واتحاد نساء كوردستان والاتحاد العام لنساء العراق إلى مؤتمر نساء آسيا وافريقيا الذي انعقد في منغوليا عام ١٩٧٢، وقد تكلل بالنجاح.
وفي الثمانينات خاضت المرأة العراقية الكفاح المسلح في كوردستان العراق ضد النظام الدكتاتوري وراهنت على اهليتها وجدارتها وقدمت العديد من الشهيدات، في نفس الوقت برزت المرأة اثناء تجربتها في الكفاح المسلح في مجال العمل الجماهيري والاداري والفني.