ادنبرة-التآخي
انطلق يوم 5 مارس الجاري في جامعة ستيرلنغ شمال العاصمة الإسكتلندية إدنبره، أعمال مؤتمر بعنوان “التحديات التي تواجه مستقبل الأقليات والشعوب الأصلية وحماية حقوقهم”، والذي يستمر حتى 7 مارس. يهدف المؤتمر إلى مناقشة قضايا حقوق الأقليات العرقية والدينية واللغوية، وإعادة التفكير في سبل تعزيز هذه الحقوق وحمايتها.
يعتمد المؤتمر على مجموعة من الأدوات القانونية الدولية التي تم وضعها منذ اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى معاهدات وإعلانات إقليمية ووطنية أخرى. تهدف هذه الصكوك إلى تلبية احتياجات الأقليات والشعوب الأصلية في مختلف المناطق.
يشارك في المؤتمر أكاديميون من 20 جامعة حول العالم، إلى جانب خبراء من خمس مراكز دراسات وممثلين عن الأمم المتحدة. ويوفر المؤتمر منصة لتقييم فعالية الأدوات القانونية والحلول المطروحة لمعالجة التحديات التي تواجه هذه المجتمعات. كما يسعى إلى تعزيز الحوار الأكاديمي بين الباحثين والخبراء من مختلف الخلفيات لاستكشاف الفرص والتحديات الجديدة.
يتضمن المؤتمر سبع جلسات تناقش محاور متعددة تتعلق بحقوق الأقليات والشعوب الأصلية. ومن المقرر نشر البحوث والمداخلات المقدمة في المؤتمر في الطبعة القادمة من مجلة جامعة ستيرلنغ، لتوثيق النتائج وإثراء الدراسات في هذا المجال.
مشاركة كردستانية بارزة
شارك في المؤتمر وفد كردي قدم مداخلات قيمة حول قضايا الشعب الكردستاني بكافة اطيافه . وفي هذا الصدد، ألقت السيدة أورينك شاويس، رئيسة مركز الضغط KG، كلمة في جلسة بعنوان “حقوق الشعوب الأصلية وحق تقرير المصير والاستقلال”. وسلطت الضوء على التحديات التي يواجهها الأكراد، مشيرة إلى أنهم لم يستفيدوا بشكل كافٍ من القوانين الدولية التي تدعم الشعوب الأصلية. ولذا نلاحظ بان كوردستان اصبحت مختبرا للابادات الجماعية وكانت اخرها ” الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين بتاريخ 2014.08.03 والتي ارتكتبه تنظيم داعش الارهابي .
وأشارت شاويس إلى استفتاء عام 2017 الذي أجراه الأكراد، حيث صوت 92.7% لصالح الاستقلال، لكنهم لم يتلقوا الدعم الدولي المطلوب على الرغم من شرعية العملية الديمقراطية. ودعت إلى إنشاء آلية لضمان تنفيذ القوانين الدولية بشكل عادل لصالح جميع الشعوب الأصلية.
كما أعلنت شاويس أن المؤتمر سيصدر بياناً يدعو الحكومة العراقية إلى احترام حقوق الأكراد كسكان أصليين في المنطقة.
إعلان ختامي
في ختام المؤتمر، صدر إعلان أكد على التحديات التي تواجه الشعوب الأصلية نتيجة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والنزوح القسري والتدمير البيئي والثقافي. وأشار الإعلان إلى أن نقص الإرادة السياسية وعدم إنفاذ القوانين الدولية أحبطا حلولاً محتملة لقضايا هذه الشعوب.
وشدد الإعلان على حق الشعوب في تقرير المصير، مستنداً إلى إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أكد على التزام الدول بمنع ومعاقبة جرائم الإبادة الجماعية وفقاً للقانون الدولي.
تعهد المشاركون في المؤتمر بما يلي:
• تعزيز الروابط المجتمعية وتبادل الخبرات بين الشعوب الأصلية.
• الاستمرار في عقد المنتديات الأكاديمية وغير الأكاديمية لزيادة الوعي بالتحديات التي تواجه هذه المجتمعات.
• دعم التراث الثقافي المادي وغير المادي للشعوب الأصلية وضمان مشاركتها الفاعلة في صنع القرار.
يُعد هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق الأقليات والشعوب الأصلية، وإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجهها في ظل النظام الدولي الحالي.