صادق الازرقي
الآن ونحن على ابواب الصيف، فان مسؤولية الجهات الحكومية المعنية بتوفير الطاقة الكهربائية هي بالنسبة الى السكان مسألة مصيرية، بعد ان اثبتت دراسات حديثة ان شيخوخة الانسان تتسارع بسبب ارتفاع الحرارة، فيما اذا لم تتخذ اجراءات وقائية لذلك وبخاصة تعميم استعمال مكيفات الهواء.
لقد بينت الدراسات ان درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، بتسببها في عدد من المشكلات الصحية الخطيرة، ومن ذلك الإجهاد الحراري الذي يحدث عندما يتعرض الجسم لدرجة حرارة مرتفعة لمدة طويلة، فيفقد قدرته على تنظيم درجة حرارته الداخلية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإرهاق الحراري، الذي يتضمن أعراضًا مثل الدوخة، والغثيان، والضعف العام.
كما ان ضربة الشمس هي حالة طبية خطيرة تحدث عندما لا يتمكن الجسم من تنظيم حرارته ويصل إلى درجة حرارة فوق 40 درجة مئوية؛ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأعضاء الداخلية وفقدان الوعي، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يجري العلاج بشكل سريع.
وعند ارتفاع درجات الحرارة، يزداد التعرق كآلية للتبريد، مما يؤدي إلى فقدان السوائل والمعادن الهامة من الجسم، وإذا لم يجري تعويض هذه السوائل بشكل كافٍ، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى مشكلات خطيرة في الدورة الدموية وتلف الأنسجة.
كما ان درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تزيد من الضغط على القلب والأوعية الدموية. الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو مشكلات تنفسية قد يواجهون صعوبة أكبر في التعامل مع الحرارة، مما يزيد من مخاطر الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية.
و الحرارة المرتفعة اذا لم تعالج نتائجها تسهم في انتشار بعض الأمراض مثل الإسهال والتسمم الغذائي، وذلك بسبب تزايد نمو البكتيريا في الأطعمة غير المخزنة بشكل جيد في الأجواء الحارة، لاسيما في حالة انقطاع الكهرباء.
والحرارة العالية يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية أيضا، اذ يشعر عديد الأشخاص بالتوتر والقلق بسبب ارتفاع درجات الحرارة، قد يعاني البعض من صعوبة في النوم، مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد النفسي.
وفي حالة الاشخاص فان من المهم أن يتخذ الأفراد تدابير وقائية في مراحل ارتفاع درجات الحرارة مثل شرب كميات كافية من الماء، ارتداء ملابس خفيفة وواقية، تجنب الخروج في أوقات الحرارة الشديدة، واستغلال مكيفات الهواء و مراوح التهوية لتقليل تأثير الحرارة.
ان قضية توفير الطاقة الكهربائية المطلوبة لتشغيل المكيفات في المنازل والمؤسسات امر لا يمكن التهاون عنه، اذ غدت مكيفات الهواء هي البديل الوحيد الممكن للتغلب على مخاطر الحرارة بخاصة في اجواء العراق اللاهبة، اذ يعد العراق من اكثر البلدان في درجات الحرارة في اشهر الصيف.
عشرون عاما ولم تفلح الحكومات المتعاقبة في العراق من تحسين وضع الطاقة الكهربائية، بل هي في الحقيقة من سيء الى اسوأ برغم انتهاء عقوبات الامم المتحدة بعد اسقاط النظام المباد او رفع ما سمي بـ “الحصار”. يقول البعض ان ذلك سر من الصعب استكشافه، ففي حين ان دولا فقيرة لا تمتلك مثل مواردنا توفر الطاقة لسكانها؛ نعجز نحن عن توفيرها بشكل مؤلم فتتكرر الازمة في كل مرة.