نحو سلام دائم: دعوة لحوار تركي – كردي شامل

 

 

 

 

 

 

 

د. ابراهيم احمد سمو

تشهد تركيا اليوم مرحلة حاسمة تتطلب إعادة النظر في النهج القومي المتبع، والانتقال من سياسة الإقصاء والتفرقة إلى رؤية أكثر شمولًا تستوعب جميع مكونات المجتمع. فهل باتت تركيا أمام مفترق طرق يستوجب منها التغيير بقرار سيادي، أم أن الأحداث فاجأت الجميع بواقع جديد يفرض نفسه؟

 

إن تحولات السياسة الداخلية، إلى جانب التطورات الإقليمية والدولية، تفرض على تركيا ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الكردية، بعيدًا عن العنف وسفك الدماء. فالسلام لا يعني انتصار طرف على آخر، بل هو مكسب للجميع، يحقق الأمن والاستقرار، ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاندماج الدولي، بما في ذلك إمكانية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

 

من هذا المنطلق، أصبح الحوار المباشر بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، وكذلك الأحزاب الكردية الأخرى، ضرورة ملحة. فالتفاوض القائم على أسس عادلة يمكن أن ينهي الصراع المستمر، ويمهد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة، سواء في تركيا أو في إقليم كردستان العراق، حيث تتداخل المصالح والمصائر.

 

التاريخ يعطينا دروسًا لا تُحصى عن شعوب أنهكتها الحروب، لكنها وجدت في النهاية طريقًا للسلام والازدهار. فلماذا لا تكون تركيا نموذجًا يُحتذى به في هذا السياق؟ إن الحفاظ على الكرامة والحقوق المشروعة لا يتعارض مع السلم، بل على العكس، يمكن أن يكون أساسًا لمجتمع قائم على التعايش والاحترام المتبادل.

 

من هنا، ندعو إلى وقف النزاعات، وإطلاق مبادرة حوار حقيقي لا يُقصي أحدًا، يشمل تركيا وجميع الأطراف الكردية، ويمتد ليشمل دول الجوار كإيران وسوريا، لضمان أمن واستقرار المنطقة بأكملها. فالمستقبل لا يُبنى على الصراعات، بل على التفاهم والعمل المشترك من أجل حياة أفضل للجميع .

قد يعجبك ايضا