باسل عباس خضير
الجزء الثالث
استمرار العمل بهذا التوقيت ، فرض اعباء إضافية على المؤسسات الجامعية بسبب اضطرارها للعمل بأوقات طويلة خلال اليوم حيث تبرز الحاجة لزيادة التشغيل للمولدة وتوفير الكهرباء و المياه والاحتياجات الإنسانية والعناية بالحدائق والساحات والممرات ، كما إنها تتطلب تشديد الحراسة لرصد المخالفات والتجاوزات والاعتناء بكل مفاصل الحياة بشكل مركز لأنها قد تضطر لتشغيل الإنارة قبل انتهاء الدوام ، و في الكليات والمعاهد التي فيها دراسات مسائية إلى جانب الصباحية ، تكون الساعة الرابعة مساءا موعدا لبداية الدروس وإذا كان الجدول يتضمن 6 ساعات يوميا فهل نصدق إن الدوام سيستمر بانسيابية وحضور لغاية العاشرة ليلا ؟ وأية عائلات تقبل لبناتها وأبنائها للبقاء بهذه الأوقات ؟ ومن يضمن عودة التدريسيين ومن يسندهم والطلاب لأهلهم يوميا بأمان ودون مخاطر ومشقات ؟ .
ومن المؤكد إن المشرع لهذه الأوقات قد اخذ الصالح العام كأولوية من حيث تخفيف الزخم المروري وتسهيل حركة البغداديين في الطرق ، ولكن هناك عوامل أخرى تتعلق بتغيير أوقات الدوام وقد تنخفض او تضعف نظرا لارتباط التعليم الجامعي بعوامل الرغبة ( Desire ) والتكيف ( Adaptation ) و الانتماء ( Institutional ) ، وهي عوامل وعناصر ( وتضاف لها معايير أخرى ) نخشى أن نفقدها كلا او جزءا وتؤثر في التعليم الجامعي الذي يمر في وقت يتم فيه التأكيد على التطوير ، والكثير ممن ذكروا أعلاه يرون ضرورة وأهمية العودة لأوقات الدوام ( السابقة ) ، وذلك لا ينبع من الحرص على تحقيق منافع فردية فحسب وإنما للتوفيق بين المصالح العليا مع مصلحة التعليم الجامعي ومن فيه ، آخذين بعين الاعتبار اكتمال العديد من مشاريع الطرق والجسور التي تبتها الحكومة الحالية ( التي تستحق التقدير ) وحالة الشوارع والطرق الداخلية في بغداد التي لم تعالج وسوف لا تعالج أزماتها بتغيير ساعات دوام الجامعات ، والعودة للتوقيتات ليس مطلبا مجردا و إنما تتوافق فيه مصالح الجامعيون ومؤسساتهم التي لا تتعارض مع المصالح العليا ( لا سمح الله ) ، فحل المشكلات المرورية والاختناق والازدحام في بغداد له أبعاد وحلول أنجع من خلال العديد من المعالجات ، والأشهر الماضية للتطبيق ربما أثبتت للكثير إن دوام الجامعات ليس هو المفتاح السحري او الوحيد لتلك المشكلات ، وما يخشاه البعض من باب الحرص لا غير أن يتحول دوام المعنيين طلبة وملاكات وجامعات إلى دوامة تشغل الجميع عن واجباتهم وأدوارهم التي يراد منها التفعيل ، خاصة وان جامعاتنا أخذت تدخل العالمية في العديد من التصنيف الدولي للجامعات .