د ابراهيم احمد سمو
كل شيء بات جائزًا في زمن الإدارة الأمريكية الجديدة، فالخرائط لم تتغيّر كحدود مرسومة، بل تغيّرت من الناحية النفسية؛ إذ لم تَعُد للحدود والأوطان قيمة كما كانت منذ أكثر من مئة عام، خاصة في الشرق، وحتى الدول صاحبة النفوذ في الماضي باتت تعيش في قلق.
أصبحت السياسة تجارة علنية تُدار بلا حياء، يربحها من يدفع أكثر، فيندفع الآخر لتحقيق رغباته، والسؤال هنا: إلى أين المفر؟
القوانين والأعراف تُضرب عرض الحائط؛ فتارة تُغلَق الحدود، وتارة يُطرَد اللاجئون، وتارة تُباع الجزر والدول بالكامل، وتارة تُعرض الدول في مزاد لمن يدفع أكثر! نحن نراقب، لكن من يدفع أكثر يكسر التقاليد، ويُزار أولًا، وكأن الحكم تحوّل إلى مزاد علني.
أي أفكار تحكم هذا العالم؟ وأي منطق هذا الذي يجعل أهل الاستراتيجية يُطرَدون من وظائفهم ليحلّ محلهم أهل التجارة؟ تُرصَد التحالفات لكسب هذا الطرف ضد ذاك، وفق آلية قائمة على المصالح: “هذا لي، وهذا لك، مقابل التخلي عن استراتيجيتك بشأن فلان وفلان”.
أي حكم هذا؟ وأي وقار؟ وأي قادة يصنعهم العصر في ظل التكنولوجيا الحديثة؟
العمر في رُبعه الأخير، والعودة إلى الصواب واجبة، لكن أي نوع من العبادات نحتاج؟ هل نخشى الله، أم السلطان؟
عذرًا، أيها القرّاء…
نحن في زمن التحولات الكبرى، والمتغيرات صارت تهمّ الجميع. أي تغيير يحدث؟ أي مؤتمر صحفي يعقد؟ الأثر واضح في كل أنحاء العالم.
يا عالم، اتحدوا!
القادم يخفي في طياته ما لا يُحمد عقباه، والإنسان، في ظل الحروب، يعيش القلق والخوف. عذرًا، لكن ما أشاهده يجعل من الصعب التكهّن بما سيحدث في الأيام القادمة.
أما أنا، البسيط في المتابعة السياسية والشأن العالمي، فأشعر ببعض القلق، لكن ما يهمّني هو الاتحاد، والوقوف صفًّا واحدًا.
حينها، “يا قاتل يا مقتول” لا فرق، لأننا في اتحاد، لكن إن لم يكن كذلك، فقد نخرج من هذا الحلم الجميل إلى كابوس لا مفرّ منه، وعندها، لا يفيد الندم