التاخي – ناهي العامري
عقد الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني الاحد 2 آذار 2025، ندوة ثقافية على قاعة الشهيدة ليلى قاسم، قدم خلالها مسؤول الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني الاستاذ “آزاد حميد شفي” محاضرة بعنوان (لمحات من التاريخ النضالي للبارزاني الخالد).
استهل شفي محاضرته بالتطرق الى الجذور النضالية للقائد الرمز الراحل ملا مصطفى البارزاني، ففي ١٤ آذار عام ١٩٠٣ ولد مصطفى محمد عبد السلام، ليجد نفسه وسط عائلة مناضلة وشقيق اعدم على مذبح الحرية والنضال، فقد ترعرع على حياة الكفاح من أجل انتزاع حقوق شعبه، فمنذ صباه وهو في الخامسة عشر من عمره اشترك بثورة الشيخ محمود الحفيد، كذلك بثورة سعيد بيران عام ١٩٢٥.
واضاف شفي ان البارزاني الخالد يعد قائد تاريخي مميز ومن طراز فريد، نفخر به نحن الكورد، ويشكل علامة مضيئة لتأريخنا ووجودنا الحضاري، وهو لا يقارن بالقادة الذين صنعتهم الماكنة الاعلامية، وبالغت في تمجيدهم واعلاء مكانتهم، بل ان سيرته النضالية شهد لها الاعداء قبل الاصدقاء، فقد خاض تجارب كفاحية طويلة، بعد ان عم الظلم والطغيان كل اجزاء كوردستان، حيث تم تقسيم ارض الكورد الى اربعة اجزاء، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ذلك لان كوردستان في قلب آسيا الصغرى، وحدودها تمتد مع الاتحاد السوفييتي السابق، وتمتد للاراضي الاوربية والدول العربية وتركيا وايران.
واول انتفاضة شعبية قادها البارزاني ضد الحكومة العراقية ، التي اخمدتها قوات الجيش العراقي التي تقودها بريطانيا في بداية تأسيس الدولة العراقية عام ١٩٣١، وقد كانت معركة غير متكافئة من ناحية العدد والعدة.
ومن المآثر الخالدة التي شارك فيها البارزاني هي تأسيسه للحزب الديمقراطي الكوردستاني في العام ١٩٤٦، بعد ان نال ثقة الشعب الكوردي بجميع اجزائه، اما المأثرة الاخرى هي التحاقه مع ٥٦٠ من البيشمركة بثورة كوردستان في مهاباد، و تشكيل جمهورية كوردستان في مهاباد ، وتم اختيار البارزاني كوزير للدفاع، نظرا لكفائته وعلاقته بجميع حركات وقادة الكورد، لكن مع الاسف لم تصمد بعد مرور احدى عشر شهرا على قيامها، وتم اجهاضها، حيث ان المؤامرة التي دبرتها الدول الاستعمارية كانت كبيرة، اذ تعرضت الجمهورية الفتية الى هجوم واسع النطاق ضم جيوش الدول المتحالفة مع شاه ايران، الا ان البارزاني أبى ان يسلم نفسه للقوى المهاجمة، ويقع اسيرا لديهم، فقد قاد مجموعته في ظروف بيئية جدا صعبة، وتم الانسحاب باتجاة ارمينيا بعد ان عبروا نهر اراس، لفترة خمسين يوما ، لغاية وصولهم الاتحاد السوفييتي، وهناك جرى استقبال حافل لهم، وتم زجهم في معاهد ثقافية وعسكرية.
وفي نهاية المحاضرة قدم شفي عرضا لمحاولات الاغتيال التي تعرض لها البارزاني الخالد، ففي العام ١٩٣٦ دس السم في قهوته وهو في لقاء مع محافظ الموصل، وفي العام ١٩٤٣، خصصت الحكومة العراقية خمسون الف دينار لمن يغتال البارزاني، وفي العام ١٩٤٥ اصدرت المحكمة العسكرية العراقية قرار مصادرة امواله، وحكم الاعدام بعد عودته من الاتحاد السوفييتي، ونجا من محاولة اغتيال في كركوك التي قام بها قائد الشرطة العسكرية المقدم هدايت محمد، في العام ١٩٦١ قام عبد الكريم قاسم بقصف مكان تواجد البارزاني، في العام ١٩٦٣ خصص نائب رئيس الوزاراء البعثي علي صالح السعدي مكافئة مائة ألف دينار وارسال جهاز امني مكون من كامندوز انتحاريين، وقد اصيب القائد البارزاني بجروح طفيفة، اما موقفه من الحكومة العراقية بعد ان تحقق الاتفاق على الحكم الذاتي وطلبها بترشيح شخصية كوردية كنائب لرئيس الجمهورية، فقد اصر البارزاني ان يكون كوردي فيلي وهذا ما حصل.