في ذكرى رحيل الأب الروحي..على العهد باقون

رئيس التحرير
تمر علينا هذه الأيام ،الذكرى السادسة والأربعين على رحيل ،قائد الحركة التحررية الكوردستانية،واسطورة النضال القومي والشجاعة والكرم الأب الروحي مصطفى البارزاني.
تزامنًا مع هذه الذكرى الأليمة على قلوب الكوردستانيين واحرار العالم، تمر القضية الكوردية في الشرق الأوسط بمنعطف مفصلي كبير ،ينبغي التعامل معه بعقلانية وحكمة وصبر،لان المرحلة الحالية،تختلف عن سابقاتها بشكل كبير،بسبب المتغيرات التي حصلت في العراق بعد 2003 وسوريا وفي المنطقة بشكل عام خلال السنوات الأخيرة.
في العراق،وبفضل الله و حكمة القيادة في اقليم كوردستان،وعلى رأسها الرئيس مسعود بارزاني،حققنا تقدمًا جيدًا لقضيتنا الكوردستانية من حيث ادراج وتثبيت حقوقنا في الدستور العراقي،وان لم يتم تنفيذه بالكامل وبقاء القضايا الجوهرية دون حلول كالمادة 140 من الدستور وقانون النفط والغاز، الا اننا بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجتها قيادتنا نعيش في اقليم عامر مستقر امنيًا وسياسيًا نسبيًا،و ومن الطبيعي أن لا يخلو اقليمنا من المشاكل والتعقيدات ، بسبب موقعه الجيوسياسي والخلافات بين القوى السياسية الكوردستانية،فضلا عن تضارب مصالح دول المنطقة والقوى العظمى في منطقتنا التي تعد بؤرة للتوترات.
التغيير الكبير والجوهري الذي حصل في سوريا بفضل سقوط نظام البعث الذي تعامل مع المكونات السورية وبالأخص الكورد على مدى عقود من الزمن بالحديد والنار،فتح مجالًا وآفاقًا جديدة للقضية الكوردية هناك، وبالرغم من انه ما تزال الأمور غير مستقرة في هذا البلد بالكامل،والمشهد المقبل مايزال ضبابيًا ،نظرًا لمواقف الأدارة الجديدة في دمشق التي تسعى لتكريس النظام المركزي والإستمرار على نهج النظام السابق بالتعامل مع الوضع الداخلي وحقوق المكونات السورية، والذي تبين من خلال البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد الثلاثاء 25 شباط 2025 في دمشق ،بغياب واضح للمكونات السورية الرئيسة، والذي خلا من اية اشارة الى حقوقهم ،حيث وضع الكورد والمكونات السورية الاخرى في زاوية حرجة والقلق على مستقبلهم.
وفي تركيا هناك محاولة لتهدئة الأمور في شمال كوردستان،من خلال محاولة الحكومة التركية الوصول الى صيغة سلام وحل للقضية الكوردية،من خلال اتفاق مع رئيس حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان الذي طلب في رسالته من قيادة حزبه وقواته المسلحة التخلي عن السلاح والإنخراط في عملية سلام مع الحكومة التركية،والذي لاقى دعمًا واسنادًا كبيرين من قبل القيادة في اقليم كوردستان والمنطقة وجماهير الشعب الكوردي في تركيا.
في مثل هذه الأوضاع البالغة الحساسية، ولأجل ان نضع النقاط على الحروف وايجاد حل منطقي وعادل لقضيتنا العادلة في الشرق الأوسط،ينبغي لنا ان نضع نهج البارزاني الخالد وسياسته الحكيمة التي تعد المدرسة النضالية الكبيرة التي تعلمنا بوساطتها ابجديات النضال القومي ، والإنفتاح على استثمار اية فرصة لإيجاد حل سلمي لقضيتنا عبرالحوار والتعاطي الإيجابي مع المتغيرات والإستمرار بالنضال المدني الحضاري بوصفه الأسلوب الأمثل لنيل حقوقنا،كما اكده فخامة الرئيس مسعود بارزاني، خلال لقاء مع وفد حزبيً كوردي من تركيا في عام 2016، عندما قال” عشر سنوات من الحوار،افضل من ساعة حرب واحدة”.
ونحن نعيش الذكرى الأليمة لوفاة الأب الروحي مصطفى البارزاني، ننحني اجلالًا لروحه الطاهرة ،مجددين العهد على البقاء على نهجه الانساني السلمي لنيل حقوقنا المشروعة العادلة.
قد يعجبك ايضا