اليسار والادب في العراق

التآخي – ناهي العامري

استضاف منتدى بيتنا الثقافي الناقد أمين الموسوي ، لتقديم محاضرة اليسار والادب في العراق.

أشار الموسوي في محاضرته الى عدد من الاعلام الذين ابدعوا وتصدروا  حقول مختلفة من الابداع الادبي، وهم يستقون فنون ابداعهم من منابع الفكر اليساري بشكل عام، وانه اي اليسار قد وسم الحياة الثقافية بوسمه  لا يخفى على أحد،  قائلا: حتى اننا نستطيع القول ان الثقافة العراقية يسارية الهوى، والادب بكل أجناسه في صلب الثقافة بمفهومها الواسع.

وسوق الموسوي أمثلة تجسد تأثيرات اليسار على الادب، من خلال اسماء لها بصمتها في الريادة والتميز، معتمدا على سعة انتشار منجزاتها وتميزها، كذلك انتمائها لليسار، واضاف فلو بدأنا بالشعر لوجدنا صورة الجواهري في المقدمة، وربما هناك قائل ، ان الجواهري لم يكن منتميا للحزب الشيوعي العراقي، الذي يمثل طليعة اليسار العراقي، نعم .. ولكنه مؤمن بقضايا اليسار ومبادئه، اثناء وقوفه ضد الاستعمار وعملائه الرجعيين والشوفينيين، ولعلّ قصيدته الرائعة مثال على تأثره بالفكر اليساري وحامل لوائه الحزب الشيوعي العراقي، فجاءت قصيدته اشادة لصلابة الرفيق فهد في سجنه وكل الذين مشوا على دربه:

سلام على جاعلين الحتوف.  جسرا الى الموكب العابرُ
سلام على مثقل بالحديد.    ويشمخُ كالقائد الظافرُ
واذا غادرنا الجواهري  صوب حركات تجديد الشعر، سنجد السياب والبياتي وبلند الحيدري، وهؤلاء تأثروا باليسار كمنتمين او مؤيدين للحزب الشيوعي العراقي، فالسياب كان منتميا ملتزما، واذا ما اعترض أحد على مواقفه المعادية بعد خروجه من دائرة الفكر التقدمي، فأن ذلك يعد تراجعا عن مستوى ابداعه الذي تحقق في مراحل تطوره الفكري:
عربية أنا ، امتي دمها
خير الدماء كما يقول أبي
وهي مرحلة العودة الى الذات، التي وصفها الأديب الفلسطيني ناجي علوش، في مقدمة كتابه، الجزء الأول من ديوان السياب:
شعر هذه المرحلة لا جديد فيه.
ثم انتقل الموسوي الى مظفر النواب، وقال عنه انه حمل لواء الثورة الشعرية وهو يتنفس فكر الحزب، حتى سارت على دربه اسماء ، كل منها نجم في سمائه، عريان سيد خلف، كاظم اسماعيل الكاطع، شاكر السماوي، زهير الدجيلي، ريسان الخزعلي، ناظم السماوي، رياض النعماني، هذا على سبيل المثال لا الحصر، كل تلك الاسماء انتمت الى الحزب أو تأثرت كثيرا بمبادئه، حتى ان سلطات البعث منعت وسائل الإعلام من تعاطي الشعر الشعبي، لان معظم مبدعيه، يسيرون في فلك اليسار أو بآخر، ولكن تلك السلطة تراجعت عن قرارها بعد ما اشترت بعض الاصوات لصالحها.

ثم عرج الموسوي الى المرأة المبدعة التي وصفها بنصف المجتمع، التي كان لها حصة في اليسار العراقي، فمن المبدعات شعرا لا يغبن عن الذاكرة، امثال لميعة عباس عمارة التي يفيض شعرها رقة وعذوبة فصيحا وشعبيا، فها هي ذي تكتب الابوذية التي يرى كثير من الباحثين، انها شعر ذكوري، ولكن لميعة تتحدى هذا العرف وكتبت:
حبيبي من ورا الطوفه وبص له
وريده لو على خبزه وبصله
نعنت الله على الواشي وابوصله
الفرگ روحينا الجانت سوية
كما عرج الموسوي الى الينابيع الاولى في كتابة الرواية والقصة، بتأثير الحلقات الاولى للماركسية، محمود أحمد السيد، حسين الرحال، ثم اكمل الاخرون الشوط فبرز اسم ذو النون ايوب، ولمع بعده غائب طعمة فرمان، الذي وصل في ابداعه الى قمة التطور والعطاء، في روايته البوليفينية (خمسة اصوات) ثم روايته شائعة الصيت (النخلة والجيران).

قد يعجبك ايضا